|

طبِّقوا معايير رقابة أملاك هيئة الجبيل.

الكاتب : الحدث 2024-05-22 06:13:14

عبدالله آل غصنه 

 


منذ حادثة التسمم التي حصلت في أحد المطاعم وهناك قلق وقلق من قبل المستهلكين تجاه التزام المطاعم بالشروط والمواصفات الصحية ،خاصة وأنها أحدثت تنويمًا بالعناية المركزة لعدد من الأشخاص.
لن أتحدث وأزيد على ما تمتُّ الكتابة عن تلك الحادثة حيث حصلت وتم نشر أسباب التسمم من قبل الجهات المختصة.
حديثي هنا هو عن تجربة رائدة في مراقبة المطاعم وكافة منافذ توزيع الغذاء بمدينة الجبيل الصناعية متمثلة في فريق قسم الصحة البيئة بالهيئة الملكية بالجبيل.
وقبل الحديث عن هذه الجهود لزامًا علي وحسب مصادر أن أشير إلى أنه لم يحدث حالة تسمم واحدة في مدينة الجبيل الصناعية في المطاعم منذ انشائها وهذا أمر -من وجهة نظري- يعتبر إعجاز وإنجاز.
إذًا ماهو السبب الذي أدى إلى حدوث هذا الإنجاز؟
باختصار .. هو عمل منظم احترافي مهني ورغبة صادقة في خلق بيئة صحية ناجحة سليمة خاصة وأنها تتعامل مع صحة الإنسان،
وتعمل الهيئة الملكية بالجبيل من خلال إدارة الاملاك على تنفيذ رقابة صارمة بكل معنى الكلمة وتطبيق جزاءات وغرامات على المخالفين من خلال جولات تفتيشية يومية على المطاعم والأسواق.
كما تلزم العمال بالمطاعم ومحلات مناولة المواد الغذائية بفحوص طبية وإصدار بطاقات العمالة وبعد ذلك يتم تدريب العمالة في مركز تدريب خاص لكيفية التعامل مع إعداد وتقديم الوجبات بالطرق الصحيحة والمحافظة على سلامة مايقدم للمستهلك.
ويعد نظام «الهسب» من أهم الأنظمة التي تعتمدها الهيئة الملكية،
وهو نظام تحليلي يهدف إلى تحديد وتقييم والتحكم في النقاط الحرجة في عمليات الإنتاج الغذائي التي تهدد سلامة الغذاء ومتداولي الغذاء والأدوات المستخدمة ،وهذه المخاطر تصنف بأنها بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية.
ويعتمد نظام الهسب على تحديد المخاطر المحتملة التي يمكن أن تتسبب في تلوث الغذاء وتحديد النقاط الحيوية في عملية الإنتاج التي يمكن أن تتأثر بالمخاطر ومراقبة الأنشطة الغذائية بانتظام، وتسجيل البيانات واتخاذ التدابير الصحيحة إذا ظهرت مشكلات في العمليات.
ومن جهود الهيئة الملكية بالجبيل أنها قامت بحظر استخدام الأكواب المصنوعة من الفلين الفوم والورق البلاستيك في تقديم المشروبات والوجبات الساخنة ،التي لا تتحمل الحرارة العالية مما يؤدي إلى تسرب مكوناتها إلى المادة الغذائية، مع إلزامها لجميع المرافق الغذائية المعنية مثل : المطاعم ،البوفيهات، البقالات، ومحلات بيع البلاستيك باستخدام الأكواب والأطباق المعتمدة دوليًا من جهات الرقابة على الأغذية والتي تحمل علامة (food grade).
وقد تكللت جهود الهيئة الملكية في هذا المجال بخصوصها على جائزة الريادة في سلامة الغذاء من منظمة الصحة الأمريكية (NSF).
ومن الأنظمة الجميلة التي اتبعتها الهيئة الملكية بالجبيل تطبيق نظام التصميم المفتوح لمناطق إعداد وتجهيز الأطعمة لكافة المطاعم بمدينة الجبيل الصناعية، بما يتيح للمستهلك فرصة الاطلاع مباشرة على خطوات تجهيز الطعام ومستوى الصحة والنظافة في الأطعمة، وحماية له من المخاطر الصحية ،وللحد من الغش والسلوكيات السلبية في إعداد وتجهيز الأطعمة، وكانت الهيئة الملكية قد استخدمت هذا الإجراء ومنذ عدة سنوات في بعض الأنشطة في كل مطعم، كقسم العصائر، والمشويات، وتقديم الطعام.

وأيضًا هناك جانب مهم وعمل إيجابي فيما يخص الرقابة ،وهو أمر قد تغفله الكثير من الجهات الرقابية برغم خطورتها ويتمثل في قيام الهيئة الملكية بالجبيل بجولات تفتيشية على جميع مرافق إنتاج الأغذية بمدينة الجبيل الصناعية وقياس صلاحية زيوت القلي المستخدمة ،وذلك بواسطة أجهزة حديثة مخصصة لهذا الغرض وتعتبر معيارًا معتمدًا على مستوى العالم حيث تعد زيوت القلي أكثر المواد وأوسعها استخدامًا في الوجبات الغذائية لاستخدامها بشكل كبير بالمطاعم والبوفيهات والمخابز ، خطورة هذه الزيوت في حال استخدامها المتكرر دون استبدالها وتحولها إلى مركبات ومواد مسرطنة وضارة بصحة الإنسان.

وختامًا، لا بد من الاشارة إلى أن الهيئة الملكية حققت الرياده في مجالات صحة وسلامة الغذاء حيث تعد أول عضو من دول الشرق الأوسط في اتحاد المنظمات العالمية لصحة البيئة (IFEH).

كما أدعو الجهات ذات العلاقة في الأمانات و البلديات  والصحة وسلامة الغذاء ،الاستفادة من تجربة وجهود إدارة الاملاك بالهيئة الملكية في هذا المجال من خلال زيارتها والتعاون معها ونقل تجربتها.