|

العُظْمَى تحصِدُ الجوائِز "و تُعيدُ تسطيرَ التاريخ"

الكاتب : الحدث 2024-05-22 12:09:29

في أولِ مقالٍ لي يرى النور ، أُهنئ نفسي و أُبارِكُ لها هذه الانطلاقة ، ثم أبارك و أقدم التهاني لكل سعودي و سعودية ، و على رأسهم سيداي خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين " أطال الله أعمارهما ، و أعانهما على حمل الأمانة و أدائِها على أكملِ وجه " ، و أودُّ أن أُعبِّر عن شعوري العظيم بالفخر و الاعتزاز بكل سعودي و سعودية وصلوا إلى العالمية ، و حصدوا جوائز قوية ذات قيمة عالية جدًا ، و هذا ليس بالغريب على شعبٍ عظيم ترأسهُ و ترعاه قيادة تحدت ِالمستحيلَ للحفاظ على الأمانة الملقاةِ على عاتقها من ربٍ عليمٌ حيث يضعُ أمانته ، الجائزة التي لم يبهرني فقط قوة الحصول عليها ، إنما أبهرني قوة إرادة كل سعودي و سعودية رأوا من سبقهم ، و أصروا أن يلحقوا بمن سبقهم إليها ، ( جائزة "آيسف" الدولية للعلوم و الهندسة ) ، شباب طموح قوي يحمل بداخله همة و قوة كل السعودية ، ورائهم آباء و أمهات و معلمين و معلمات ساهموا في وصولهم إلى ما وصلوا إليه، و هذا بفضل الله تعالى و توفيقه أولًا ، ثم بفضل حكومتنا العظيمة ثانيًا ، التي رعت و تبنّت كل موهبة و آمنت بها ، فهاهم أبنائنا و بناتنا يُسابقون العالم في استحقاقهم جائزة هذه المسابقة التي تقام سنويًا بمجال البحوث العلمية ، و التي تعتبر أكبر مسابقة عالمية في مجال البحوث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية ، جدًا فخورة بهذا الكم من الإنجازات العظيمة. 
و كلما أرى هذه النجاحات و القوة ؛ أتذكر الآية الكريمة من سورة التوبة : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢)} ، حيث أن التاريخ سطر لنا المجازر التي أُقيمت بحق المكاتب الإسلامية ، حينما حُرِّقَت كتب و معاجم و مراجع ، و أُغرِقَت مكاتِبُ أُخرى ، إرثٌ علميٌ لا يُمكن إنكاره ، كل ما فعلوه كان بهدف أن يحُل عصر الظلام على الأمة الإسلامية ، حيث ينتج عن مجازرهم إطفاء نور العقل و المنطق ، و الذي هو القوة التي وهبها الله لنا حينما ميزنا بأن نكون خير أمة أخرجت للناس ، ميزنا كبشر بالعقل ، و كمسلمين بدين يتعامل مع العقل و المنطق ، و ليس بالعبودية و الإهانة لقسٍ أو حتى لشيخ ، إنما كنا خير أمةٍ عومِلَت برُقي إلهي ، و هذا ما عاملَ به الله سبحانه و تعالى جميع الأمم ، و لكن لعل اختصاص الله لنا أن حفظ لنا كتابه الكريم و سنة نبيه الأمين ؛ هو ما جعل هؤلاء السفهاء يشعرون بالحقد و الغل الذين جعلاهما يبحثون عن كيفية إطفاء نور هذا الدين العظيم ، و كيف لهم أن ينجحوا بذلك دون أن يمحوا العلم الذي وثّقه علماء أكفاء ، اكتشفوا في كل العلوم ما لم يسبقهم إليه أحد ، و هذا يرجع بفضل الله سبحانه و تعالى إلى النور الإلهي في صدور عباده المخلصين و كتابه المبين ، فلا يوجد من صاحب هذا القرآن العظيم إلا و زاد رفعة و تعظيمًا. 
ها نحن أولاءِ نشهد تَنافسنا كمسلمين و عرب عامة ، و كسعوديين خاصة ، " ليس اليوم فقط بل من سنين ليست بقليلة " ، في مجالات العلوم و الفنون و في كافة المجالات ، و نتفوق دائمًا و إن حاولوا إخماد بريق نجاحاتنا. 
فالمتأمل في الوضع الحالي عالميًا ؛ يستشعر معنى عبارة ( الأيامُ دولٌ ) ، و دائمًا و أبدًا ( لا يصِحُ إلا الصحيحُ ).

كتبته 
فاتن فارس العقاد
20-05-2024