|

على خَشبةِ المسرح

الكاتب : الحدث 2024-05-18 05:28:48

الشاعر ناصر الدسوقي 
................


جُملةٌ كُنا نسمعها كثيرًا في أوقات مضت ، وفي أكثر الأوقات كنا نتصبَّبُ عَرَقًا حينَ نسمعها ضِمنَ إعلانٍ عن مسرحيةٍ جديدةٍ على التلفاز أو حتى تذكيرًا لمسرحية لا زالت تُعرَض .
هذا لعِلمنا ومعرفتِنا بما تعنيه الجُملة ،
فعلَى خشبةِ المسرح تَعني موضوعًا تدور حوله أحداث المسرحيةِ مُجتمعيًّا أو اقتصاديًّا أو حتى سياسيًّا ،
تَعني أننا نرى مُمثلين بيننا وبينهم أمتارًا قليلةً يُؤدون أدوارهم في مشهدٍ حيٍّ أمام أعيُنِنا ، لا كالسينما التي سبَقَ تصويرها مراتٍ عِدَّةٍ بكاميراتٍ وزوايا تصويرٍ مُختلفةٍ ليخرج لنا العملَ مُسلسلًا كان أو فيلماً على ما نشاهدُه .
صعبةٌ هيَ مواجهةُ الكاميرا ،
لكن الأصعب هو مواجهة الجمهور مباشرةً لا يفصٌل عن العرضِ سِوى سِتارًا مِن قُماش ،
وقد كانت الأعمالُ المسرحية بدأت في التلاشي بعض الشيء نظرًا لأن صناعة السينما والأعمالَ الدراميةِ طَغت كثيرًا على المسرحِ إِلَّا ما رَحِمَ ربي .
الأعمال السينمائية تشاهدها بضغطَةِ زِرٍّ على التلفاز ،
أمَّا المسرح فأنت الذي تذهبُ إليه لترى الوجوه حيًّة وترى الديكور حيًّا وكذلك الإضاءة ،
ولأهمية المسرحِ ودَورِه في تقديم الفن الراقي كأول أنواع العروض الفنية التي عرفتها البشرية ،
حَملَت على عاتِقها ضِمنَ أساسيات خطتها الثقافيةِ أن تكون العروض المسرحية رُكنًا هامًّا من أركانِ برامجها
على مُستوى الجمهورية بكافةِ قُصورِ ثقافتها ،
وحينما ترى عملًا يُخرَجُ للنورِ ويتِمُّ عرضُه على أحد المسارح التابعة لقصور الثقافة بمستوًى جيدٍ وإمكانات وتجهيزاتٍ ليست بالكبيرةِ لكنها عادية ،
فلُعبَةُ الخروجِ هنا أمرٌ ليس بالسَّهل ، لأن الإستمرارَ أيضا تدميرٌ كاملٌ ومَحْوٌ لهُوِيةٍ وعاداتٍ وتقاليدَ وتُراث ،
صراعٌ بين الإنسانِ وشيطانِه للخروجِ مِن عباءةِ الماضي والتخلي عن عاداتنا وتقاليدنا الجميلةِ وإرثُنا الذي ورِثناهّ قِيَمًا ومُثُلًا ومبادئَ وأعرافًا كفيلينِ بأن يحُلُّوا أعتَى مُشكلةٍ كانت ، أو بالأحرى كفيلينَ لعدم وجود مشاكلَ مِن الأساس .
ينساقُ الإنسانُ وخصوصًا الشباب وراء ما يُسمونه بالحداثةِ ، 
فخُطوةٌ تِلوَ الأخرى يجِدُ نفسهُ قد تَخلَّى طواعيًة عن موروثهِ الثقافيِّ  وأصبح في لُجِّ الحداثةِ بلا عاداتٍ بلا قِيَمٍ بلا تـقاليدَ بلا موروثٍ اجتماعيِّ ولا ثقافِيِّ ولا حتى دِيني ، وحينما يُدرِك هذا يحاولُ الخروج مِن هذه الحَلقةِ المُفرَغَةِ فلا يستطيعُ وكأنَّ الخروجَ أصبحَ لُعبَةً .
 كلُّ هذا  على خَشبةِ المسرح  في العرضِ العبقريِّ الذي يقدمه قصر ثقافة الأقصر  بمِصرَنا الحبيبةِ  في العرضِ المسرحي  .
( لُعـبَـةّ الخروج )
عملٌ مسرحيُّ جديرٌ بالمشاهدةِ تجسِّدُه فرقة قصر ثقافة الأقصر  ..
تأليفًا وإخراجًا  للكاتب والمخرج الشاب / كريم الشَّاوْرِي .
فها هي لُعبةُ الخُروجِ 
على خَشبةِ المسرح ..

 ناصر الدسوقي