|

"في كل يوم نعزز الروابط العائلية"

الكاتب : الحدث 2024-05-16 05:23:18

بقلم ـ حافظة الجوف

١٥ مايو "يوم الأسر" الهدف من هذا اليوم هو تسليط الضوء على أهمية الأسرة في اﻟﻤجتمع ودورها في بنائه، والأسرة في الإسلام لها شأنٌ عظيم ، يتبين لنا شأنها من خلال حرص الإسلام على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دورًا مهما في حياته.
فقد حرص الإسلام على غرس مبدأ التقدير والاحترام للآباء والأمهات والقيام برعايتهم وطاعة أمرهم ، ومن هنا لا بد لنا أن نعرف أن مكونات المجتمع كثيرة ، لكن اللبنة الأساسية و الأولى لكل مجتمع ؛ هي الأسرة ، إذ أن كل أسرة هي بناء متكامل بحد ذاتها ، وحسب مكنوناتها الثقافية والدينية ، سيكون لها دورًا بارزًا في تكوين المجتمع وتطوره وازدهاره ، ولا نغفل عن دور كل فرد من أفرادها في استمرار الأسرة وبقائها ، مع المحافظة على الود والمحبة بينها ، فإن لكل أسرة دورها في تقوية أركان المجتمع وتثبيت أواصر المحبة فيما بينهم. 
وعلى صعيد المستويات الفكرية ؛ فهي تتنوع بتنوع الأفراد في الأسرة، فا الأب والأم لهما دور وتفكير يختلف عن الأبناء ، حتى أن طريقة تفكير الزوج تختلف عن طريقة تفكير الزوجة ، وكذلك بالنسبة للأبناء ، فمنهجية تفكير كل فرد منهم تختلف عن الآخر، ونظرته للحياة تختلف عن الآخر، ولكن هذا الاختلاف لا يعني بالضرورة أن أحدهم على خطأ ، أو أن أحدهم هو من يملك الرأي الصحيح والمنطقي والبقية على خطأ، بل على العكس ؛ هذا الاختلاف هو الذي يولد المزيد من الإبداع إذا ما وُجِّهَ توجيهًا صحيحًا وعقلانيًا مما يؤدي إلى استفادة كل واحد من اختلاف الآخر.
وما يؤكد على أهمية دور الأسرة في بناء المجتمع، أنه كلما كانت الأسرة قادرة على الترابط فيما بينها ؛ كلما استطاع أفرادها أن ينقلوا هذه الثقافة إلى المجتمع المحيط بهم، وبالتالي اشتد بناء المجتمع وثبتت أركانه، وصار أقوى وأعتى في مواجهة أي تغييرات خارجية أو محاولات لزعزعة بنيانه والقضاء على مقوماته الأساسية، وكثيرا ما تختلف مفاهيم الأسرة بين الغرب والشرق، فالحمد لله ديننا الإسلامي اعتنى بالأسرة و باستقرارها في المجتمع حيث أنها تساهم في تحقيق الأمن والأمان ، وتحميهم من الانحراف والانحلال الخُلُقِي، فإذا تم تعزيز دور الأسرة في المجتمع؛ كان لذلك أثر إيجابي في التنشئة الاجتماعية وفي الأفراد الذين يساهمون فيما بعد في تطوير هذا المجتمع وتقدمه. لكن هناك تحديات تواجه الأسر لابد أخذها بعين الاعتبار ، والعمل على مواجهتها وأبرز هذه التحديات هو التطور التكنولوجي والعوﻟﻤة، انحراف الأحداث والطلاق، قيم وسلوكيات للأسرة، واﻟﻤواقع الإلكترونية، ومرحلة اﻟﻤراهقة، وحياة الترف، والغزو الفكري والثقافي، وغلبة الطابع اﻟﻤادي على تفكير الأبناء، وفي ذلك نؤكد على أن الأسرة تحتاج للكثير من الاهتمام والرعاية والدعم.