بقلم ـ د/ سلمان الغريبي
-----------------------
لماذا قلَّتْ الغِيرة عند كثير من البشر أو ندُرت ْ على عرضهم ودينهم ووطنهم ..؟! واختفت تحت مظلة كاذبة فاسدة بإسم الحرية والإنفلات المُفرط المُجتمعي ..! كما دعا لها بعضٌ من المفسدين على أن الغيرة دَقَّةٌ قديمة أو تعقيد لحُريات البشر .. ألا يعلم هؤلاء الكاذبون الفاسدون المنافقون المُروجون لشعارات الغرب وفسادهم وقذارتهم كالمثلية مثلاً وزواج الرجل الغربي من كلبه وأخته وغير ذلك الكثير و الكثير  .. ألا يعلموا بأن الغِيرة هي صفة من صفات الله والأنبياء والمرسلين والمؤمنين الصادقين المخلصين .. يقول ابن القيم رحمه الله ( إذا ترحلت الغِيرةُ من القلب ترحل منه الدين كله) .. وإذا أردت أن تعرف حقيقة الرجل الذي أمامك فانظر إلى غِيرته على عِرضه وشرفه ودينه ووطنه .. قال علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ( أطفئوا السراج لكي لايرى شخصاً ظل زينب) ، وفي الصحيح عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أحد أغير من الله ، ومن غيرته : حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وما أحد أحب إليه المدح من الله ، ومن أجل ذلك أثنى على نفسه ، وما أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين )، فانظروا إلى عظمة الغِيرة في الإسلام و أروعها .. فما نراه اليوم من تساهل في فهم الحرية وصل بقتل الغِيرة في قلوب كثير من البشر ، وفهموا معنى الحُرية بشكل خاطئ أدى بهم لجعل الحبل على الغارب فلا غِيرة عندهم حتى على أقرب الناس لهم .. فلا مُتابعة لأعراضهم ولا خوف عليها مما يدور حولهم ويحاك لهم وبهم لخرابهم ، وهدم مجتمعاتهم وكأن مايدور حولهم لايمت لهم بصلةٍ ولا يعنيهم لا من قريب أو من بعيد .. وهذا كله من تخطيط فئة ضالة لتنفيذ أجندات غربية .. فالدولة حفظها الله ورعاها وآدام عزها قيدت الحريات بحدود وخطوط حمراء لايمكن أن يتجاوزها كائن من كان ، وفرضت عقوبات وغرامات صارمة كالسجن وخلافه لمن تسوِّل له نفسه العبث بها .. وبقي دورك أيها الراعي المسؤول عن رعيته كالأب مثلا في بيته وغِيرته على عِرضه وشرفه ومتابعتهم وتوجيههم التوجيه السليم الذي لاضرر فيه ولاضرار ، ويتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف .. فاللهم استرنا واستر عوراتنا وأمن روعاتنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك ، وردنا لك يا الله رداً جميلاً ونحن بصحةٍ وعافيةٍ وسلامةٍ وراحة بال .. والله من وراء القصد .