|
الكاتب : الحدث 2024-05-16 03:08:46

بقلم ✍️ نهاد فاروق قدسي

لكلٍ منَّا معتقداته وتوجهاته وقناعاته التي يتبنَّاها، فقناعاتنا حصيلة تجاربنا الحياتية ، وقراءاتنا لأحداثها اليومية ، فهي تشكِّل مبادئنا التي تقودنا في مسيرتنا ، وتمثِّل ردود أفعالنا تجاه المواقف التي تصادفنا ، وكثيرةٌ هي قناعاتيالشخصية التي تتجذَّر في نفسي يومًا بعد يوم، وكُلِّي يقين بأنَّها من مسلَّماتي التي لايمكن أن تختلف نظرتي تجاهها يومًا ما ومنها : أن لا شيءٌ في الحياة يصنع منَّا شخصيات مختلفة بصورة مدهشة سوى القرآن ، يمنحنا قوةً .. ثباتًا .. عزةً .. وأنَّ أكثر مايبثُّ الطمأنينة والثقة في دواخلنا هو "أنَّ الأمر كله لله" .. وأنَّ المواقف دومًا ماتخبرنا مَنْ هُمْ الصادقون و مَنْ هُمْ المزيفون حقًا .. ممتنون و مدينون للعقبات والمصاعب والتحديات ، فجميعها منحتنا دروسًا ثمينة و عِظات نفيسة، ودوافعًا حديدية لأن نصمد أمام تلك الهزائم ، فمن اقسى قوانين الطبيعة أنَّ " البقاء للأقوى " ؛ لذا  ستستمر الحياة ولن تقف لأجل أحدنا .. لانحتاج لشيءٍ قدر حاجتنا للشعور بالأمن .. الأمان .. الاستقرار ، فهي من أهمَّ المشاعر التي تستحق مِنَّا عناء البحث في الحياة .. وأنْ لاشيءٌ أجمل من الوضوح والحتمية فلا للإجابات المتأرجحة .. والألوان المتدرجة .. والعلاقات المعلَّقة .. وأنَّ قمة النضح يتجسَّد في استطاعتنا على إتقان فنون الرد،  والتمييز بين مانحتاج أن نرد عليه فعلاً .. أو قولاً.. أو حتى صمتًا .. وأنَّنا لن نعرف أصول الناس ومعادنهم إلا حين سماع حديثهم عن الناس من خلفهم .. وأنْ لا نجعل أحدًا يفوز باستثناءاتنا حتى يجعلنا استثناءً خاصًا بحد ذاته .. وأنَّ أيامنا الممتلئة بالمهمات والمكتظة بالمسؤوليات تكفينا عن الاكتراث لصغائر الأمور وصغار العقول .. وأنْ نكون سندًا لأحدهم يومًا ما ، والوقوف معه في شدته قبل رخاءه من أجمل المشاعر ضخامةً .. وأنَّ مَنْ يتقنون فن قطع العلاقات بصورة تفوق وبجدارة على فن هندسة العلاقات هم أسوأ الناس خُلقًا .. وأنَّ استبدال كلمة "ياليتني حاولت" إلى "يكفيني شرف المحاولة" تجعلنا نشعر بالرضا والقناعة والصمود .. لا لمرافقة الشخصيات السلبية المحايدة ؛ لأنَّهم حتمًا سيخذلوننا لا محالة وذلك بعدم اتخاذهم موقفًا منصفًا لأجلنا ، و لاخيرٌ  يرجى منهم .. وأنَّ التغافل والتغابي الذكي فلسفة راقية لا يجيدها غير الحكماء وأسوياء النفوس وكبار العقول .. وأنَّ الاتزان في العلاقات الإنسانية مطلبٌ مُلِّحٌ وسرٌ من أسرار نجاحها .. وأن التوازن في التربية ضرورةٌ ماسةٌ ومؤشرٌ  حتمي من مؤشرات تحقيقها .. وأنَّ كل مايستحقنا في هذه الدنيا سيشقُّ طريقة إلينا وسيصلنا حتمًا ، و لنؤمنْ بأنَّ كل مافاتنا في هذه الدنيا -من المؤكد- لم يكن من نصيبنا ، وأنَّ ماكان من نصيبنا لن يفوتنا مطلقًا .. وأنَّ مَنْ استهانوا بظلم الناس فَليحذروا وليتيقظوا : فَـ "سهام الدعاء لاتخطئ  أبدًا " وماتدري بما يصنع الدعاء !!

وأخيرًا .. إنَّ الله لو كشف لنا حجاب الغيب لما اخترنا سوى قدره سبحانه الذي قدَّره لنا .. فَلنُسلِم ونستسلم لقضاء الله وقدره الذي يعد من أرفع مقامات الإيمان؛ لننعم بالإحاطة الإلهية وراحة البال وطمأنينة النفس وكما قيل في الأثر : "مَنْ أُعطيَ الرضَا والتوكل والتفويض فقد كُفيَ"