|

توهج القمر وريعان الشباب

الكاتب : الحدث 2024-03-25 07:36:55

 

 بقلم✍️ جبران شراحيلي 


قريةٌ صغيرة .. وهدوء مكان .. وقمرٌ اكتمل بدراً ..
 عُدت من المسجد بعد صلاة العشاء والتراويح 
أخذت وسادتي العتيقة مع ذلك الفراش المُهترئ ووضعتهما على ذلك الكرسي المركون في زاوية بعيدة في فناء المنزل 
أسندت ظهري على عاتقه قبل أن ارتشف فنجان قهوتي المعتاد بعد العودة من المسجد كل مساء خلال ليالي شهر رمضان المبارك ..

وفي لحظة هدوء نظرت إلى ذلك القمر الذى يعوم في الأفق البعيد ويطل بضوءه من بين ثنايا السحب ليعانق أعماق المحيطات وأمواج البحار الزاخرة بمدها وجزرها وشواطئها ورمالها الذهبية ..

 دقائقٌ من الهدوء تأملت فيها القمر كيف يسير وتلك السحب تحجب ضوءه برهة وتتلاشى رويدًا ليظهر ذلك القمر في قمة توهجه و بهاءه ..

تأملتُ قمة توهج ذلك القمر 
حينما تتلاشى عنه السحب
وتذهب بعيدا 
تأملت ذلك الفتى اليافع
حينما تتلاشى عنه الأوهام
والأحزان ومصاعب الحياة
يكون في قمة توهجه
وذلك الغصن في طراوته ونضارته وعنفوان رونقه ..

دقائق من الهدوء تأملتُ كيف يسير ذلك القمر في الكون الفسيح مرتقيًا تلك السحب رغم محاصرتها لضوءه بين برهة وأخرى ، وبين ذلك الفتى اليافع وهو مرتقيًا بطموحاته وأحلامه ليصل بآماله إلى ذلك الأفق البعيد من خلال مثابرته واجتهاده في مواجهة معترك الحياة ..

دقائقٌ من الهدوء رأيتها دهرًا من السعادة بعيدًا عن صخب المكيفات وضوضاء المدينة وحركتها الدؤوبة التي تفقد لذة التأمل في ضوء القمر ..