|

إنهاء الصورة النمطية

الكاتب : الحدث 2024-03-21 11:54:59

 

بقلم ـ فريال الوادعي 


يصادف 21 مارس من كل عام اليوم العالمي لمتلازمة داون والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة 2011م بهدف التوعية بمتلازمة داون ودعم الأشخاص المصابين وأسرهم.
ولا غرابة في اختيار يوم ٢١ دون غيره، لارتباطه بالمسبب الرئيسي للمتلازمة، حيث يصاب الأشخاص بهذا الاضطراب الجيني الكروموسومي بسبب زيادة تلك الكروموسومات من 46 إلى 47 كرموسوم، نتيجة لحدوث انقسام غير طبيعي للخلايا في المادة الوراثية من الكروموسوم رقم 21، بينما ٩٥% من المصابين من نوع التثلث الصبغي ٢١، وتعتبر متلازمة داون من أكثر المتلازمات شيوعًا وانتشارًا.
ما يجعل هذه الفئة قريبة جدًا من الآخرين ميولهم الاجتماعي الساحر، وحبهم للآخرين بالإضافة إلى قدرتهم على التقليد وخلق جو منسجم فكاهي مع الغير، بينما تظل نقاء سريرتهم وجمال ملامحهم المختلفة بسمو هي السمة الأبرز والأكثر جذبًا.
وللباحث المتابع لهذه الفئة خلال مراحل مختلفةً من تطور تعليمهم واندماجهم، لا يجد إي جدوى من عزلهم، فالدمج والوصول الشامل علامات فارقة في تحسنهم وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم، فقد لعب الدمج دور بارز في تحسين الجانب النفسي لهم كونهم اجتماعين بالفطرة كما رسم ملامح جديدة لفكر المجتمع داخل المدرسة وخارجها، وزاد من سُبل دعمهم وتسليط الضوء عليهم، ورفع من معدل قدراتهم الأكاديمية، كما أزال كثيراً من الشكوك حول عدائيتهم وهو المفهوم الأكثر بعد عن الصحة والشفافية، لنجد اليوم داون ذات حقوق مشروعة وواقعية، لهم أهداف مستقبلية ومجتمعات داعمة وأسر مساندة. 

في هذا العام يحمل الاحتفاء بهم شعار لفظي (إنهاء الصورة النمطية) وهي خطوة رائدة في محو الأفكار السابقة الخاطئة، واستثمار كل فكر يدعم أفراد متلازمة داون، إنهاء الصورة النمطية ليس خيار بل لزام مع الوعي الحاصل والفهم الأوسع اليوم بداون، ولإنهاء الصورة النمطية يجب أن نعي تمامًا أن عمرهم الزمني غير منقضي في سن مبكر كما يروج الكثير كما انهم ليسوا عدائيًا بالفطرة كما يعتقد البعض، الكثير من متلازمة داون قابلين للتعلم قادرين على ممارسة العمل والنماذج مؤخرًا على ذلك كثير، يطول الحديث حول الصور النمطية ويعلو اليوم صوت مطالبة المجتمع بإنهائها تمامًا. 
 
ويظل الأجمل أنهم يعيشون في كنف قيادة رشيدة لا تدخر جهدًا في دعم ورعاية جميع الفئات من ذوي الإعاقة، حيث سنت النظم ووجهت القطاعات ودعمتهم وأسرهم ليعيشوا بسلام في وطن الرخاء.