|

( حِلمٌ تَعيس )

الكاتب : الحدث 2024-03-06 04:37:52

بقلم / مسعودة ولي
-----------------------


وعند وصولها لنهاية حلمها وتحقيقها المستحيل رغم كل الصعوبات, ظنًا منها بأنها المعركة الأخيرة, وبأن فوزها يعني انتصارها الأكيد ، وبأن العدو المرجو سيعترف بخسارته أمامها أو سيعترف بها على الأقل وبأنها لا مثيل لها ..!!
و الحقيقة كانت مخالفة تمامًا لما رسمته في خيالها .. واكتشفت مؤخرًا بأنها كانت تُقاتل في معركة كل الأطراف هي نفسها .. هي (بمفردها) وأحلامها وعٌقدها وطفولتها وذكرياتها وكل الأشياء التي تمنتها ولم تنلها في حينها .. تحقيقها ما كانت ترجوه رغمًا عن الذي كان يحاربها؛ لم يحقق لها انتصارًا تجاه أحد ؛ إذ كان عليها مُنذ البداية أن تحلم لنفسها وتحقق ما تريد لنفسها دون محاولات إثبات أي شيء لأي أحد .. تحقيق الحلم قد يتحول لوصول تعيس للهدف .. إن بقينا تحت وطأة عُقدنا النفسية؛ ستكون التعاسة عنواننا وإن لم تَظهر على ملامحنا وبقيت حبيسة في أعماقنا وردات أفعالنا الغير منطقية أحيانًا .. لكنها ستكون قادرة على سرقة أمتع لحظاتنا وأجمل إنجازاتنا، ليس هذا فحسب بل هذه العُقَد تستطيع أن تتحكم بنا وبخياراتنا في الحياة وتجعلنا أَسرَى لها دون وعيٍ منا ..

إذًا؛ كان عليها أن تقف لوهلة قبل الخوض في هذه الحرب الطاحنة؛ وتحتوي نفسها وتتعافى من كل الذي مضى؛ وحينها كان يُمكن أن لا تُحقق الكثير من الانتصارات التعيسة والأحلام التي لم تشعُر بسعادة الوصول إليها .. بل كان بإمكانها أن تستمتع بالرحلة والوصول معًا .. في أغلب الأحيان نحن لا نمنح التشافي أهميته.. نُوهِم أنفسنا بأن عدم حديثنا عن الأمر يعني عدم حدوثه وأننا تجاوزنا ونحن في الحقيقة لم نفعل .. رحلة التعافي تكون مؤلمة؛ لكنها ضرورية حتى لا نُورِّث عُقدنا النفسية التي لم نتجاوزها لمن هم حولنا ونعيش بطمأنينة وسلام .. كأن تفتح جرحًا تم تغطيته جيدًا دون مداواة وامتلأ قيحًا غير ظاهر؛ وتقوم بعملية جراحية وتُطهّر الجرح دون مسكنات.. هذا هو التعافي.