بقلم ـ جبران شراحيلي
-----------------------

مع بداية بشائر شهر رمضان المبارك من كل عام ، تأتي رسائل عبر الهاتف النقال منها المقروء ومنها المسموع من أشخاص كُثر أغلبهم لا تمت لهم بصلة وربما هي في الأصل رسالة واحدة وتم نسخها وتداولها حتى عمت الوطن العربي كافة وربما تعدت الوطن العربي، هذه الرسائل كلها تحتوي على عبارة ( مبارك عليكم الشهر الكريم ) ٠٠ عامٌ كاملٌ يمرّ وصاحب هذه الرسالة في سبات عميق ربما أقرب الناس إليه لا يتواصل معه فما بالك بالبعيد ! قبل بداية شهر رمضان أقوم بمراجعة الرسائل التي تردني عبر الهاتف فأجد أن آخر رسالة وصلتني (مبارك عليكم الشهر وكل عام وأنت بخير) ومن العام الماضي .. عامٌ كاملٌ يمرّ والبعض لا تحركه الصداقة ولا المشاعر ولا الاطمئنان على صحة قريب وما إن يهل شهر رمضان وإلا جاءت الرسائل مسرعة كأن إشارة خضراء فتحت لها الطريق ،بعد أن منعتها من السير نحو الأمام .
الإشارة الحمراء خلال عام كامل .. التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك شيء جميل ولكن الأجمل من ذلك التواصل وتبادل الرسائل خلال المناسبات ولكل مناسبة رسالة تليق بها .. عامٌ كاملٌ فيه الكثير من الأحداث تمرّ على الإنسان ما بين حُزن وفرح لا تجد من يهنئك أو يواسيك إلا من هم خاصتك أو ربما القليل منهم ٠٠ ديننا الإسلامي يحث على التواصل والتزاور وطلاقة الوجه ليس في بداية رمضان من كل عام بل في كل مناسبة وفي كل وقت طالما هناك لا يوجد ما يمنع كبعد مسافة أو نحوها، وفي هذا الزمان وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة تستطيع من خلالها التواصل بالصوت والصورة مع أهلك ومحبيك من أقصى أقطار العالم ٠٠ لا يوجد أي مبرر للنسخ واللصق وإعادة ديباجة مكررة عبر الهاتف طالما لا توجد هناك رغبة حقيقية أو نية صادقة تملؤها مشاعر الحب والود والتآلف بين القلوب .