|

إجهاد التعاطف

الكاتب : الحدث 2024-03-04 02:26:00

د. إسراء محمد عبد الوهاب

إجهاد التعاطف؛ هو فقدان القدرة على الاهتمام والانخراط لما يحدث من حولك، يؤدي إلى نتيجة عكسية حين التعرض لأحداث مرهقة أو صادمة، ويتم ظهور أعراضه عاطفيا وجسديا، وهو استنزاف عاطفي وجسدي، يحدث نتيجة الاهتمام ورعاية الآخرين بشكل متواصل ومتكرر، وبمرور الوقت يشعر بتخدير في المشاعر وصعوبة تقديم الرعاية والرغبة وبعدهم عن الناس.

كذلك هناك تعريف بأنه يشبه اضطراب ما بعد الصدمة، بينما السبب الجذري هنا مختلف؛ لأن معاناة إجهاد التعاطف تسبب صدمة ثانوية، لأن الذي يعاني لم يكن تعرض لحادثة بالفعل، و إنما للشخص الذي وقع ضحية الصدمة.
أعراض إجهاد التعاطف:
1- الأعراض المهنية:
مثل انخفاض الروح المعنوية والدوافع والإحساس بعدم وجود هدف وبالتبعية، كل ذلك يؤثر بدوره على عملك، حيث يلغي وجود طاقة للقيام بالعمل.
2- الأعراض المعرفية:
هذه الأعراض تؤثر على الأداء العقلي، مثل الارتباك والإحساس بعدم التركيز وتكرار المشهد الصارم الذي رأيته بعقلك، والعناد والإحساس بالجمود وعدم تقبل النقاش في موضوع مخالف لرأيك، والشعور الدائم بالإرهاق وضعف التركيز والتهيج والغضب.

3- الأعراض العاطفية:
القلق، التقلبات المزاجية ولكن تكون صعبة للغاية، بمجرد اعتياد المشهد وأن يكون الحدث مألوفا بالنسبة لك، يصل بك الأمر إلى انفجارات عاطفية شديدة وانهيارات نفسية، وكل ذلك يستنزف من طاقتك، مع أعراض الخوف والاكتئاب والحزن الشديد جدًا.
 
4- الأعراض السلوكية:
وذلك يتمثل في اضطرابات النوم والتعرض لأحلام مزعجة، لأن عقلك بالفعل يتصارع مع الأحداث التي سمعت عنها أو شاهدتها خلال النوم، وكذلك أعراض كنفاد الصبر، وتغيرات الشهية إما بفقدانها تماما أو الإسراف فيها، كمحاولة للتغلب على التوتر، كذلك اليقظة المفرطة والترقب لكل شيء حولك في انتظار الكارثة التي سوف تحدث.
5- الأعراض الجسدية:
تظهر في شكل ألم بدني شديد لا تعلم مصدره، والشعور بالدوخة والغثيان، بالإضافة إلى الصداع الدائم وصعوبات في التنفس وسرعة بضربات القلب، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى ضعف بالجهاز المناعي، وذلك لأنه أكثر أجهزة الجسم يتأثر بالإجهاد الناتج من الصدمات وبالتالي يضعف أو يتوقف تماما، نتيجة لذلك ويجعل منك عرضة أكثر للأمراض الجسدية.
وختاما: انتظرونا في مقال آخر للمزيد عن معرفة إجهاد التعاطف وكيفية التعافي منه...