|

الهيئة الملكية.. قصة المستحيل والتحدي والإنجاز

الكاتب : الحدث 2024-03-04 02:25:58

عبدالله آل غصنه

تحتفل الهيئة الملكية للجبيل وينبع باليوبيل الذهبي، الذي يمثل خمسة عقود من إنجازٍ صُنع الإعجاز، وتحويل الحلم والمستحيل إلى واقعٍ ثابتٍ ملموس .

قبل خمسة عقود عند الإعلان عن تأسيس الهيئة الملكية؛ واجه هذا الإعلان والقرار إنتقادات وتهكمات وإستخفاف من الدول الغربية، لدرجة أن منهم من قال أنها نكته وحلم مستحيل للسعوديين، بإنشاء مدينة صناعيه في منطقة صحراوية تحيطها الكثبان الرميلة والمستنقعات الملحية، وغيرها من التضاريس الصعبة.

لم تأبه الهيئة الملكية لاعتقادات الغرب، وبدأت الاستعداد والبناء للمدينة بشكل فعلًا كما الإعجاز، لأنها بالفعل إستطاعت تحويل الصحراء والمستنقعات الملحية والكثبان الرميلة إلى قلعة صناعية عالمية، وبشكل هندسي فريد من نوعه عالميا .

وكان السيناريو مقارب لما تم في مدينة ينبع الصناعية، وبعدها جاءت الهيئة الملكية لرأس الخير الصناعية، وتلتها الهيئة الملكية بجازان؛ مما يؤكد إيجابية الهيئة الملكية ومدنها الصناعية .

وبعد أن أصبح المستحيل واقعًا وحقيقة، أصبحت مدن الهيئة الملكية على مدى الخمس عقود تستضيف الوفود العالمية، من رؤوساء الدول والوزراء والسفراء والمستثمرين والزوار والمهتمين، حيث أصبحت مدن الهيئة الملكية خاصة الجبيل الصناعية؛ وجهة وإهتمام ممثلي مختلف الدول لزيارتها؛ لدرجة أن من كان يصف إنشاءها بالمستحيل؛ هم من أطلقوا عليها مدينة القرن الواحد والعشرين ومستقبل الصناعات البتروكيماوية العالمية.

لقد أصبحت مدن الهيئة الملكية الخَيار الأفضل للمستثمرين في صناعة البتروكيماويات و الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، والمساهم الرئيس في النمو بالمملكة .

خمسة عقود من العمل والتخطيط والتصميم في العطاء والخير، ولازالت الهيئة الملكية للجبيل وينبع مستمرة في أفضل ما يكون من التميز في الصناعة والخدمات، والتطلع لمستقبل زاهر يتواكب مع متطلبات الوطن ورؤيته وقيادته الطموحة بتحقيق الأهداف، والتي لايوجد في طريقها‏ مستحيل.

وتبين رسالة ورؤية الهيئة الملكية إيجابية ومهنية وحرفية العمل، بتخطيط وتشجيع الإستثمار وتطوير وإدارة مدن صناعة البتروكيماويات والصناعات كثيفة الإستخدام للطاقة؛ من خلال التركيز والتكامل مع العملاء والمستثمرين والموظفين والمجتمع وبقية الشركاء.

ومن أهداف الهيئة أن الإستراتيجية بعد موائمتها مع أهداف الرؤية، الخلوص إلى المحافظة على القاعدة الصناعية القائمة وإنمائها، من خلال التركيز على الصناعات التحويلية وتعزيز التكامل وتطوير الصناعات الواعدة بالمواءمة مع الإستراتيجية الوطنية للصناعة، والإستراتيجية الوطنية للتعدين، والإستراتيجيات الوطنية الأخرى، ومن اهدافها استقطاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وشركات التقنيات الناشئة، و ايضًا من اهدافها تعزيز مشاركة القطاع الخاص، الذي سيساهم في رفع الهيئة الملكية في الاقتصاد الوطني عن طريق رفع حصة الهيئة الملكية في الناتج المحلي الإجمالي، وو الذي سيؤدي الى مساهمتها في زيادة الوظائف الصناعية المباشرة وغير المباشرة، ورفع حصة الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي بدوره يعزز مكانة المملكة في الاقتصاد العالمي.


ومن أهم ماقامت به الهيئة الملكية انشاء شركة الجبيل وينبع لخدمات المدن الصناعية (جبين)، لتلعب دورًا هامًا في جذب الإستثمارات لمدن الهيئة الملكية؛ عبر تقديم خدمات مُمَكِّنة ذات قيمة مضافة في مدن الهيئة الملكية ، لرفع تنافسية وجاذبية المدن، ورفع مستوى التكامل الصناعي والنمو الاقتصادي فيها، مع تعظيم الإستفادة من أصول الهيئة الملكية وتحويلها إلى فرص إستثمارية ذات ربحية جيدة، مما يمكن من الاستدامة المالية للهيئة الملكية ، وكذلك تنفيذ خطط الهيئة الملكية الخاصة ببرامج التحول لمسؤولياتها التشغيلية، بالشراكة مع القطاع الخاص لرفع كفاءة المدن، إضافة إلى تحفيز وتنفيذ استثمارات جاذبة ومستمرة ومتنوعة، لدعم النمو الاقتصادي في المدن التابعة للهيئة الملكية.

كما أن الهيئة الملكية حددت قدراتها التنافسية وعناصر عرض القيمة لكل قطاع في كل مدينة من مدنها، بما في ذلك تصنيع السفن والمطاط والألمنيوم وتجميع السيارات، ويتم التركيز على أن تكون المملكة من أكبر معاقل صناعة المعادن في العالم؛ لتوفير المواد الخام والمواد الاولية لتلك الصناعات .

والأجمل من كل ماسبق ذكره؛ هو الالتزام من قبل الهيئة الملكية للجبيل وينبع بمسؤوليتها ، وذلك بدعم وتطوير المجتمع وحماية البيئة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، اضافة إلى عدم اغفالها؛ إيجاد توازن مثالي بين الجانب الصناعي والخدمي، حيث تتميز مدن الهيئة الملكية بالخدمات الراقية والمثالية في الجوانب الاخرى، مثل التعليم والصحة، الطرق، التشجير، و التعامل مع الانسان بما يستحق، إيمانًا منها أن العنصر البشري هو صاحب الإنجاز، و سيبقى كل ماتحقق من سمعة ونجاح عالمي للهيئة ومدنها.