|

مَنْ يَستَحِق .. و مَنْ لا يَستَحِق ..؟!!

الكاتب : الحدث 2023-11-24 11:09:32

د/ سلمان الغريبي
-----------------------
مَنْ يستحق أن يكون معك وتحافظ عليه ولا تخسر رفقته الطيبة ..؟!
 و مَنْ لا يستحق فاحذر منه وابتعد عنه وادعوا له بالهداية والصلاح ..!
فهذه هي الحياة لاتدوم لأحد ..!!
ولكن ... احتضن في قلبك مَنْ يستحقون فعلاً أن يكونوا معك في كُلّ مكان وزمان .. ويمثلون رفقة طيبة ناصحة لك بالخير وتُعينك عليه ..! احتضن مَنْ يمنحونك الودّ الأنيق والاحترام الدافئ .. و مَنْ يجعلونك ترى الحياة جميلة بضوءٍ ونورٍ مُختلف .. هم مَنْ إذا ما فرحت بسطوا لك قلوبهم لتُقيم سعادتك عليها وتستمر .. وإذا ما حزنت هبُّوا جميعًا يقاتلون الحزن لأجلك ، ووقفوا بجنبك بأنفسهم وأموالهم .. حضورهم يُغنيك عن باقي البشر فلا تحتاج بعد الله من بعدهم لأحد .. أحاديثهم مطرٌ ترتوي به روحك وتسعد بها ، تجدهم حين تحتاجهم .. ويفتقدونك حين تغيب عن ناظرهم .. هؤلاء اصنع لهم من قلبك وطن يليق باحتضانهم .. طاب قلبك وطابت قلوبهم عامرة بالحب لله وفي الله وطبتم بحبل الود دائمًا متواصلين ..! وعلى ربكم دائمًا متوكلين .. فنحن هذه الأيام نحتاج لمثل هؤلاء المخلصين الأوفياء مَنْ يستحقون أن يكونوا لنا مرافقين في هذه الحياة الغريبة الأطوار .. العجيبة الأحوال .. المتغيرة باستمرار .. حياة نسمع فيها العجب العجاب حيث تتبدل فيها الأحوال من حالٍ إلى حال وبسرعة البرق ، وأصبح الفرق واضح بين هذا وذاك .. ولكن تمعَّنْ وتريَّث وتفكَّر فهذه الدنيا إلى زوال ، وكلنا راحلون لا محالة في يومٍ من الأيام عند رب العزة و الجلال شاء من شاء وأبى من أبى ..! تأمَّلْ معي في هذا الكلام الذي تزن قيمته بالذهب لأنه فعلاً ذهب أينما حَلّ ورحل ...!
 فالدنيا أحبتي تتقلب فيها أحوال الناس ...
فناس تحت التراب تزورنا في المنام  ..!
وناس فوق التراب لاترد علينا السلام ..!
وقد تسكن قصرًا و تضيق بك الحياة..!
وقد تسكن كهفًا ويشرح الله صدرك ..!
وقد تكون أبيضًا ويستحلُّك السواد ..!
وقد تكون أَسودًا ويشعُّ من وجهك نور وضياء ..!
وقد يكون لك إخوة وتعيش وحيدًا ..!
وقد تكون وحيدًا وحولك أصدقاء كالأخوة أوفياء ..!
وقد ترى أقرباء و أصدقاء يطعنونك في الظهر حقدًا وحسدًا ..!
وقد ترى مَنْ كُنت تظنهم أعداء هم مَنْ ينقذون حياتك في أصعب اللحظات ..!
وقد ترى أغنياء وهم يرشون ويرتشون .. وفقراء كرماء ويتصدقون ..!
لذا تمعَّنْ في كل هذا واعلم بأن الله عز وجل أسماها دنيا وليست عُليا ..!
فَـ لا تندم على لحظات أسعدتَ بها غيرك في يومٍ من الأيام ..!
ولا تحكم على مستقبلك من الآن فالدنيا لاتدوم .. والأنبياء رعوا الغنم وقادوا الأمم ..!
وانتظرْ دائمًا الفرج من رب السموات العُلا ، ولاتيأس ولا تقنط من رحمة الله وعونه وتوفيقه وكأنك على موعدٍ دائمٍ معه ، فأقدار الله مفعمة بالرحمات .. مليئة بالبركات .. وكلها خيرات في خيرات .. وتيقَّنْ محال أن يذهب لغيرك شيء قد كتبه الله لك .. فنحن في امتحان مستمر في هذه الحياة ، وركِّزْ على ورقة إجابتك ، واترك ورقة غيرك فكلٌ مسؤول عن ورقته .. فقد ينتهي بك الوقت الذي خصصه الله لك ، وتخسر كل شيء إذا لم تركز في ورقة دنياك لتغنم بِـ آخرتك .