|

رسالة من الغزة لغزة ..!

الكاتب : الحدث 2023-11-14 09:52:35


د/سلمان الغريبي

الغزة حي من أحياء مكة المكرمة القديمة ، وتقع بجوار الحرم المكي الشريف ، وترتفع عنه بعدة أمتار من الناحية الغربية شارع المُدعى المسقوف المؤدي لباب السلام بالحرم المكي مباشرةً ، وفيهما يتواجد أكبر تجار مكة المكرمة المعروفين آنذاك .. وكان أبي يرحمه الله ويرحمنا ويرحم جميع آباءنا أجمعين ، يتواصل معهم جميعًا بِحُكم عمله في جمارك مكة المكرمة بشعب عامر في ذلك الحين .. وكانوا يجتمعون بين الفينة والأخرى لتجميع مبالغ لإرسالها للشعب الفلسطيني الشقيق ؛ تبرعات منهم لوجه الله تعالى ولا يرجون من وراءها رياءً أوسمعة ،ولا يريدون منهم جزاءً أو شكورًا ، وإنما تمشيًا مع توجيهات قادتنا حفظهم الله ورعاهم .. وهذا منذُ بداية القضية الفلسطينية .. فانظروا لكرم هؤلاء الرجال ونبل أخلاقهم وحبهم للخير ومسارعتهم لمساعدة إخوانهم الفلسطينين ، ورفع المعاناة عنهم .. ويعني هذا أننا معهم من الوهلة الأولى لانطلاق قضيتهم ، ولم نبخل عليهم بشيء .. ناهيك عن بقية مناطق المملكة وتجارها الشرفاء المخلصين الأوفياء ، وحتى طَلَبتها لم يبخلوا عليها فكانوا يتقاسمون معهم مصروفهم اليومي (ادفع ريالاً تُنقذ عربيًا) .. وفوق كل هذا وذاك مما تقدمه الدولة وقيادتنا الرشيدة حفظهم الله ورعاهم من دعم سياسي في كل المحافل الدولية دفاعًا عن القضية الفلسطينية وماتقدمه من معونات مادية تقدر بمليارات الدولارات وبما يفوق بمجمله ما تقدمه دول العالم كافةً ومجتمعةً تجاه فلسطين الحبيبة حتى هذه اللحظة .. وهذا فيض من غيض .. ثم يأتيك حثالة من أشباه الرجال ويقولون عنا ما يقولون .. كذبًا وزورًا وبهتانًا ، ويتهكمون ماذا قدمت المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية ؟! كل ذلك وماذا قدمت ..؟! 
الشيطان والحسد والحقد أعمى بصيرتهم قبل بصائرهم .. ونحن ولله الحمد لا نلتفت لمثل هؤلاء الحثالة من البشر ، ونقول لهم _موتوا بغيظكم_ والتاريخ بيننا وبينكم .. وشاهدٌ علينا وعليكم ، ونحنُ ولله الحمد نعمل بما يُرضي الله عز وجل أولاً وأخيراً ، ثُم بما تُمليه علينا عقيدتنا ومبادئنا وقيمنا التي تربينا عليها وعشنا تحت مظلتها من عهد الآباء والأجداد وتوجيهات قيادتنا الحكيمة حفظها الله ، وسدد على دروب الخير دائمًا خُطاها ... يقول الله عز وجل في سورة التوبة (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) ...
صدق الله العظيم .