تقاذف التهم بين التيارات الفكرية في السعودية ليس بالأمر الجديد، فكلما أرادت جماعة إقصاء الأخرى من المشهد نعتتها بأقذع الأوصاف، كنعت أتباع جماعتي الإخوان والسرورية لكل من يعتنق منهج السلف الصالح بالجامي وقذف كل مسلم حق لمجرد إيمانه بحرية الرأي والتعبير بالليبرالي، واليوم يوصمون كل من يحب ويدافع عن وطنه بالوطنجي والمطبل والذباب الإلكتروني، فإن كان من يغار ويدافع عن وطنه في ظل كل هذه الحملات الشرسة والنوايا السيئة والخطط الدنيئة التي تحاك ضد بلادنا وطنجي ومطبل وذباب، فأقولها بطريقتي وبأعلى صوتي نعم أنا وطنجي حتى النخاع وطبال في فرقة الطبالين الوطنية وإن كانت تلك معيبة فأنا لها أحملها واتحملها وأتشرف بها.
أنا أشعر اليوم ياسادة يا كرام بحبي وعشقي وغيرتي بل وهيامي ببلادي أكثر مما قبل وأجزم بأن السواد الأعظم من الشعب السعودي يبادلني ذات الشعور، بعد أن كان البعض يشعر في زمن سابق بأنه ضيف ثقيل على وطنه، اليوم أنا أتمتع بكامل حقوقي وأؤدي كافة واجباتي تجاه وطني ووظيفتي وأسرتي بكل شفافية ووضوح، باختصار عندما يحكم الوطن نظام قوي وعادل يطبق على الجميع دون إستثناء لإسم أسرة أو قبيلة أو جاه، ويكون للمواطن البسيط الأولوية في العيش الكريم على الثري والأجنبي، حينها وبلا أدنى شك ستسمو روح الوطنية وعشق تراب الوطن وقادته في قلب كل مواطن، ولا يلام المرء على حب وطنه.
الروح المعنوية العالية جدًا لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي وعلى جميع حدود المملكة رغم كل المخاطر والغربة لهي دليل قاطع من أرض الواقع على حال الرضى التام الذي بلغ قلب المواطن، وأيضًا على صحة قرار المملكة ببدء الحرب في اليمن، وتلك الشجاعة والبسالة والإقدام الظاهرة على محيا أبطالنا هي أيضًا رسالة إلى كل من قال وردد ليت الحرب لم تقم، فمن يرى بأم عينه ليس كمن يسمع يا كرام.
لماذا يستكثرون على المواطن السعودي حب وطنه والالتفاف حول قيادته، ما الضير وما الضرر من ذلك الحب؟ أتعلمون لماذا؟ لأنهم هم الذباب الذي يعيش ويقتات على القاذورات وهم كذلك لا يجدون أنفسهم إلا في مناخ الصراعات والنزاعات حتى يعودوا يسوقوا لتنظيمهم الفاشل البائد بأنه البديل المنقذ لكل المشاكل والخلافات.
رسالتي اليوم لكل مواطن حر شريف ودون تذكير وتخويف بما جرى ويجري لدول حولنا كانت تعيش في رغد عيش وأمن وأمان وتبدل حالها إلى حربٍ وشتات وطيش بسبب هوى وأوهام، أعشق وتغزل ودافع وقاتل من أجل وطنك وأرضك وأرض أجدادك دون تردد أو خجل، فبلادنا بلاد كل من يعيش عليها وليس ملك لأسرة أو طائفة أو تيار يتحكم فيها كيفما يشاء، وليس أنت وأنا ضيف أو زائر مؤقت عليها، تعلم جيدًا واعمل بجد واجتهاد واخدم بإخلاص وطور بإتقان، وإن رأيت قصورًا أو خلل في جهةٍ ما فقل رأيك بكل شجاعة وأدب وانتقد واكتب من أجل الإصلاح لا من أجل التندر والتحبيط، واليوم الخدمات الإلكترونية الحكومية سهلة المنال وفي متناول يد الجميع تستطيع إيصال صوتك إلى أعلى جهة مسؤولة بكل يسر وسهولة وسيأتيك الرد بكل تأكيد.
اللهم احفظ لبلادنا بلاد الحرمين الشريفين السعودية العظمى دينها ومقدساتها وأمنها وولاة أمرها وأهلها، واحفظ بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم من أراد أرض المملكة وأهلها بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرًا عليه وأرنا فيه يالله عجائب قدرتك.
إن أصبت فلا عجبُ ولا غررُ
وإن نقصتُ فإن الناس ما كملوا
والكامل الله في ذاتٍ وفي صفةٍ
وناقص الذاتِ لم يكمل له عملُ
المستشار والكاتب عضو الجمعية السعودية للإدارة
محمد بن سعيد آل درمة
