|

يوم عز الوطن

الكاتب : الحدث 2023-09-18 03:21:07

بقلم : عثمان الأهدل …

حينما يأتي يوم الوطن أتذكر التضحيات التي بُذلت من أجله، تضحيات من الصعب تكرارها الآن، كل ذلك لنأمن ويستقر بنا في دولة تم تأسيسها بدماء أجدادنا، قدموا الغالي والنفيس من أجل أن نسعد، فحُق لهم أن نرد جميلهم، ولهذا جُعل هذا اليوم لا لنحتفل فيه ونرقص فحسب، بل لنتذكر أن هذا الوطن ثروة يجب الحفاظ عليه. فلنحتسب ذلك عند الله ونحمده كما ينبغي، وحمده وشكره هو أن لا نحيد عما أمرنا به ونبتعد عن الشبهات ونتمسك بعقيدته التي حمت وطننا منذ تأسيسه، فقد قال سيد الأنام {من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا}. 

فنحن ولله الحمد في أفضل حال يغبطنا عليها القاصي والداني، رغم أن محيطنا يشهد أشد الفتن غزت الحروب فيه بعض الدول أحرقت الأخضر واليابس، وقد حاول بعض المغرضين أن ينوبنا من الحب جانب فكانت حكمة الشعب وقيادته سدنا منيعًا أفشلت مخططاتهم، وندعو الله أن يبعد عنه كيد الكائدين والحاقدين، فلن يرضى أعداء الأمة أن يروا منارة الإسلام في سلام، فقد بذلوا كل جهودهم منذ أن بعث الله في أرضها المباركة نبي الرحمة، غاياتهم جعل الناس عبيدًا لهم والتعدي على ثرواته. تارةً ببث الجهل والمجون وتارةً بشراء الذمم، فقد وقع من وقع وفر هاربًا من عملته بين أحضانهم خونة أذلاء لا يُبال بهم.

ومع كل ذلك تشهدُ السعودية مشاريع عملاقة قلبت موازين البناء والتطور، ورش عمل تجري على قدمٍ وساق، انجز بعضها في وقتٍ وجيز، جعلت من هذا الوطن قبلةً يهفوا إليها أصحاب رؤوس الأموال، كلٌ يسعى ليستثمر بها. نعم تغير حال السعودية وانفتحت للجميع وقدمت تسهيلات لزوارها حتى أصبحت في مقدمة الدول السياحية، فقد جاءت في المرتبة الأولى بعدد زوار تجاوز ثمانية عشر مليون سائح عام 2022، متجاوزةً بذلك الإمارات التي عُرفت بمركزها الأول لعدة سنوات برقم لم يتجاوز أربعة عشر مليون سائح، تطور بوتيرة أسرع يعطي مؤشرًا أن خطة 2030 على وشك أن تُحقق في وقتها.

ولهذا الوطن غالي والحفاظ عليه واجب إيماني قبل أن يكون واجب وطني، وللحفاظ عليه يجب أن نحافظ على سلامة عقولنا وأجسادنا من المخدرات والممنوعات والتبليغ عمن يروج لها أو يهربها، فقد شهدنا في الأونة الآخيرة محاولات جبانة أحبطها رجال دولتنا الأشاوس من شرذمة سرقت دول حولتها كومة من الأحقاد وتريد افساد الشعوب الأخرى، ولكن بفضل الله وبفضل حكومة دولتنا الفتية أصبح الشعب قوة وجبها داخلية تلتف حول قيادتها.

وكما أن المملكة عُهدت بلمساتها الحانية وتقديم يد العون للمنكوبين والمحتاجين حول العالم، فقد أصبحت أيضًا حمامة السلام تطفىء نيران الحروب التي أشعالها المرجفون، ففتحت باب الحوار مع مليشيات الحوثي التي أساءت لها طوال ثمان سنوات بعد أن انقلبت على شرعية الشعوب وخطفت الدولة لأحضان المجوس حكومة الملالي، ورغم كل ذلك فضلت السعودية أن تنتشلها من الوحل الذي رمت نفسها به وأجرمت في حق وطنها وشعبها، ليس ذلك فحسب، بل أن السعودية مدت يد السلام مع المجوس أنفسهم عَلّهم يحفظون ذلك الجميل، ولا أظنهم يفعلون.
دام الوطن في سلام وأمان وحفظ الله شعبه من كل سوء ومكروه.