أنتِ طالق .. وأنتَ مخلوع !!

تابعوا الحدث على الحدث

بقلم  ــ  د/ سلمان الغريبي
---------------------


مازال قطار الطلاق والخُلع يسير بسرعةٍ فائقة وبصورةٍ مستمرة بلا تريث أو حكمةٍ أو تفكيرٍ سليم  .. وذلك على الرغم من كثيرٍ من النصائح والتوجيهات في هذا الخصوص  ، و قمنا بالتنبيه مرارًا وتكرارًا .. ولكن : "_لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حيًّا .. وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي_" ... فَـ  للأسف الشديد ضَعُفَ الوازع الديني عند كثيرٍ من المتزوجين ، وما زالوا لاهين في مُتع الحياة الدنيا الزائلة وماتحويها من شهوات وماديات طغت على عالمنا،  وأصبحت المهيمنة في المقام الأول على تعاملات البشر ، ونسوا أو بالأصح تناسوا تعاليم دينهم و مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم ومجتمعهم المسلم المُحافظ ، تجاهلوا الأواصر التي تربط فيما بينهم .. تهاونوا في كل صلةٍ رحمٍ وابناءٍ وبناتٍ هم مسؤولون عنهم .. وغرتهم الحياة الدنيا بزينتها وزخرفها ، فانجرفوا وراءها ولم يكترثوا بعواقب الأمور و وخيمة النتائج حيث الخراب والدمار الذي سوف يخلّفه هذا الطلاق والخلع مُستقبلاً من ضياع وفساد وتشريد وحرمان للأبناء والبنات والأسر وفساد للمجتمع بأكمله .. 
فَـ إلى متى سوف يستمر هذا الحال من الانفلات بين الأزواج والتفلّت من المسؤوليات المنوط بها كل واحدٍ تجاه الآخر .. 
أين الخوف من الله في الدين والمبادئ والقيم والأخلاق ؟؟ 
الطلاق والخلع من الأسباب الأساسية في انهيار المجتمعات وتشتت الأُسر فيكون الآباء في اتجاه ، والأمهات في اتجاه معاكس ، والضحية كما أسلفنا هم الأبناء والبنات ، ومن ثَمّ المجتمع بأسره ...!
مما سوف يُخلّف لنا جيلاً مريضًا نفسيًا ومتعاطيًا لجميع أنواع المخدرات إلا من رحم الله ...!
فَـ إلى متى الاستمرار على هذا المنوال في الانفلات والتفلّت  ..؟!  ففي زمنٍ مضى لم نكن نسمع عن الطلاق إلا نادرًا وفي أضيق الحدود ، ويكون اتخاذ قرار الطلاق فيه مصلحة لأحد الطرفين فقط ، ولا يؤثر البتة على الأبناء والبنات والأسر والمجتمع ، بل تسير فيه الأمور في وضعها الصحيح تحت قاعدة "_لاضرر ولا ضرار _" .. فمتى نُغلب ونُحكّم صوت العقل والحكمة للخروج من هذا النفق المظُلم .. "نفق الطلاق والخلع " فلنخاف الله في ديننا ومبادئنا وقيمنا وأخلاقنا ..  ولنتقِ الله في أنفسنا وابنائنا وبناتنا ومجتمعنا حقّ تقاته .. فالوضع للأسف أصبح سيئًا مزريًا ويُرثى له .. وباتت الصورة غير واضحة المعالم ، معتمة .. مليئة بالمآسي والأحزان .. وابنائنا وبناتنا ومجتمعنا يسيرون في طريق مُظلم ينحدر نحو الهاوية و السقوط فيها .. هاوية الضياع والتشريد والحرمان والفساد وانهيار الأخلاق ، فعودوا يا هداكم الله إلى الصواب وابتعدوا عن وساوس الشيطان وأعوانه ، وتمسكوا بدينكم ومبادئكم وقيمكم وأخلاقكم التي تربينا عليها جميعًا ، وتوارثناها جيلاً بعد جيل ومن زمن الآباء والأجداد ، حيث كانت هي سلاحنا الفتاك لمحاربة مثل هذا الشيطان وأعوانه .. فاللهم أهدِ الأزواج والزوجات إلى سبيل الرشاد ، و أنِرْ بصائرهم وردهم إلى طريق الحق والصواب ردًا جميلاً ، وأبعِدْ عنهم شياطين الإنس والجان .. إنك ولي ذلك والقادر عليه .

انتقل إلى أعلى