بقلم 🖋️نهاد فاروق قدسي                          

تصادفنا في الحياة ثمّةُ مشاعر .. تقع في المنتصف مابين الحب والصداقة .. مشاعرٌ خاصة لها أشخاصها .. نشعر معهم وكأننا نعرفهم منذ زمن .. اتجهوا إلينا بأرواحهم دون معرفتنا حقَّ المعرفة .. نكون معهم على سجِّيتنا كما نحن .. نتجرّد من أنفسنا .. نظهر أمامهم بكامل عيوبنا التي نخجل البوح بها .. ربما نكون مُمِلِّين أو مُتْعِبِين .. فنجدهم لجميع طقوسنا وتقلُّبات مزاجاتنا الجوزائية مُتقَبِّلين .. وبجميع نُسخنا سواء القديمةِ أو الحاليةِ مُرحِّبين .. نستطيع أن نثرثر معهم لساعاتٍ طوال .. أو بلا مقدمات نصمت دون حوار  .. أَحَبُّونا بأخطائنا وكأنّ أعينهم لاتراها .. يُخفِّفون علينا ثقل الأيام وثقل الأشخاص .. هم درعُ حماية .. وصمامُ أمان .. وطوقُ نجاة .. أبوابهم لنا مشرّعةٌ دائمًا .. ومهما بعُدت بيننا المسافات .. وتعذَّر التواصل بهم واللقاء .. لاعتاب ولا مبررات .. ولا خصام أو خلافات ..  علاقةٌ مثالية .. انسجامٌ فكري .. انصهارٌ كلي .. كيمياءُ شخصياتنا متجاذبة وإن بدتْ متنافرة .. يفهموننا بلا كلمات .. يُحبوننا بلا أسباب .. يَتلمّسون بنا نبرة الحزن وملامح الاكتئاب .. نُحدِّثهم عن الألم فيستدركون سريعًا بالحديث عن الأمل .. علاقةٌ لطيفة غير محمّلة بعبء العلاقات وكلفة الواجبات .. علاقةٌ بلا سيطرة ولا فرض وجهاتِ نظرٍ .. وبلا انعكاسات .. علاقةٌ لاتندرج في قائمة .. بدون تصنيف .. أو تحت مُسمَّيات .. علاقةٌ لا يهزُّها البعاد أو تهزمها الخيبات .. بل كل زواياها تطالها أنوار الصباحات .. ويتسلَّلُ جمال إشراقتها إلى سبع سماوات .. بهدوءٍ ورقةٍ التقينا بهم .. وبحكاياتٍ ورواياتٍ دافئة اختزلتها ذاكرتنا واستمتعنا معهم .. إن أطبقَ الصمت بيننا يَحلو الصمت .. وإن تكلّم أحدُنا فيحلو الإنصات .. وجودهم استثناء ٌجميل .. وصدفةٌ من أجمل صدفِ الحياة ..

حقًا : في حياة كلٌ مِنَّا (مشاعرٌ خاصة) واحدةٌ لا تتكرر أبدًا .. فسلامًا .. واحترامًا .. ومحبةً .. و بقاءً ليس فيه زوالاً ..