|

يحبني وغداً ...

الكاتب : الحدث 2023-09-07 07:40:31

د / إسراء محمد عبد الوهاب
---------------------
رأيت للتو مشهدًا من فيلم عربيٍ، تطرق البطلة باب منزل حبيبها وهي في حالة انهيار ولا تكف عن بكاءها حينما فتح لها الباب باتت في حضنه مهرولة، كأنه الملاذ الأخير لحمايتها، الدرع الذي ينبعث منه الأمان لها حينما علمت بخبر وفاة والدها، على الرغم من الانفصال بينهما وهي من تركت على الرغم أنها الخائنة بالقصة، مهما كانت التفاصيل ومَن الجاني و مَن أفلت يده و مَن لم يتمسك وترك يد الآخر، في النهاية ذهبت هي إليه وهو لم ينم ليلتها وظل بجانبها وهي نائمة من شدة التعب، حينها ذرفت عيني قطرات من الدمع سبقتها نغزات بقلبي تؤلم. 
تلك الوحدة التي أنا بها الآن بواقع مفترض أنه معي! بينما هو بعيد كل البعد عني، هل عندما أذهب إليه وهو المتسبب بجرحٍ دامي وهو الجاني، هل يستطيع احتوائي دون كلام دون عتاب دون إثبات مَنْ جنى على الآخر دون معرفة مَن أفلت يد الآخر؟ 
بينما باتت الإجابة واضحة، لم أرَ تناقض بشخصية هكذا !! قسوة وعناد تجرعها كؤوسًا تلو الآخر منذ نعومة أظافره. 
نجح في تجريد جميع من حولي وأفلت يدي وحيدة، ولكن هو يعلم أنا التي خُلقت من ظهر رجل لا يستطيع أيًا مَن كان أن يكسرني .
ولكن بتلك الأيام أشعر بحزنٍ وهذا أمر طبيعي كوني إنسان، صرتُ وحيدة لا أرى من أُظهر له كامل ضعفي واستسلامي داخل تلك البؤرة الضعيفة داخلي؟ 
رغم محاولات عدة بمن حولي ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير، غادر وأنا في أشد احتياج إليه، احتاج الآن لقبسٍ من أمان يحتويني ويُدرك مدى حزني .. يطيب جرحي .. يزيل ألمي من داخله .. يحبني و يضعني تاح على رأسه.
أريد شخص، لا ينخدع بابتسامة ظاهرية ولا قناع .. قوة ارتديها ، أريد من أُظهر له كامل حزني وضعفي دون كلل، شخص يحبني صدقًا وليس مريض نفسي.
يحبني وغدًا ..
---------------------
✒️د/ إسراء محمد عبد الوهاب