|

(إجادة .. خذوه فغلّوه ) ..!

الكاتب : الحدث 2023-09-01 02:00:29

بقلم/ د.سلمان حماد الغريبي

إجادة .. تلك الشركة التي جعلت شعارها الأساسي خذوه فغلّوه ونتّفوه ولا ترحموه وحاولوا أن تأخذوا منه أكثر غلةٍ قدر ما تستطيعون ..!
إجادة .. تلك الشركة التي أقفلت كثير من المؤسسات والمشاريع الصغيرة المبتدئة بسبب سياستها للكسب السريع وفرض غراماتها غير المعقولة وتحت شعار كل فطير وطير .. وبالتالي كان مصير كثير من البيوت التي كانت مستورة " الإغلاق" ، وأعادتهم إلى دائرة الخوف من المستقبل والترقب والحيرة والعوز .. وسرّحت كثير من أبناء الوطن وأعادتهم إلى سلسلة العاطلين " و انتظرْ حتى يأتيك النصيب"... كُل ذلك بسبب غراماتهم الباهظة التي لايقرّها عقل ولا دين .. غرامات خيالية يشاركون بها أصحاب الشركات والمؤسسات في حلالهم دون وجه حق ..!
فحينما استبشر القطاع التجاري خيرًا بالمبادرة الريادية «إجادة» التي ستحميهم من الزيارات العشوائية الخالية من المعايير واللوائح لبعض مندوبي البلديات .. فُوجئ القطاعان التجاري المتوسط والصغير أن دور «إجادة» تحول فجأةً إلى تَصيّد الأخطاء دون التنبيه على المتجر في المرة الأولى .. وربط الملاحظات بمزاج مندوبها وتفسيره حسب ما يراه وعلى هواه وعدم إعلام صاحب المتجر بالملاحظات التي عليه قبل تغريمه بل ربما طمأنته بعدم وجود أي ملاحظة؛ كي لا يدخل المندوب في جدال مع صاحب المنشأة ..! ويُفاجأ التاجر برسالة تحمل مخالفة باهظة لم يقرّه عليها وقت زيارة المراقب .. تلك الغرامات المالية المُحبطة الخيالية القاصمة للظهر .. ولا خيار أمام التاجر إلا السداد أو الانتظار لإغلاق المنشأة من قبل البلدية عقب تراكم المبالغ المالية الكبيرة المطالب بسدادها وحتى الاعتراض نتيجة مرفوضة مُسبقًا ولا يؤخذ بها ...!
 فيا أمانات المدن : ارحموا .. صغار المُستثمرين .!
فأكثرهم خرج من السوق صفر اليدين حافي القدمين معصوب الرأس مُغمض العينين .!

"إجادة" : لم تُبقي لهم شيئاً ولم تذر وغراماتٌ بالهبل لا تخطر على بال بشر .. فضاع مكسبهم ورأس مالهم ، وضاع معهم موظفون سُرّحِوا من وظائفهم .. فأصبحت كالمنشار تُغرِم في دخول المنشأة وعند الخروج منها وعلى أتفه الأسباب دون إنذار وبغرامات تفوق الخيال .. فيا أمانات المدن "ضربتين في الرأس توجع" .. في تذبذب اقتصاد البلد وفي زيادة عدد العاطلين عن العمل .