|

"أبناؤنا هم خير الرفاق"

الكاتب : الحدث 2023-08-29 08:08:53

بقلم: حافظه الجوف 
‏@hafdahkhaldgof
---------------------


تتغير حياة المرأة والرجل إلى الأبد في اللحظة التي يصبحون فيها  آباء وأمهات فالأمومة مرحلة خاصة جداً بالنسبة لأي أنثى، فهي فطرتهن التي جِئن بها إلى الحياة.
ولأن هذه العلاقة بين الأم والأب  وابنائهم تحمل نوعاً مميزاً من العواطف الجميلة ،نستشعر أن الأولاد هم سر سعادة الوالدين فهم زينة الحياة الدنيا كما وصفهم سبحانه وتعالى في كتابه الكريم. يقول الله تعالى في سورة الكهف (آية: 46): {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.
نعمةُ الأولاد متعةٌ حقيقيةٌ ورزقٌ حسن، تصلح به الأرض ويسر له القلب ،وتقر به العين وجودهم  يُضفي على الأيام المزيد من البهجة والسرور، فمجرد بسمة من وجوههم كفيلة بأن تمحي التعب من قلوب الأمهات والآباء ، وتستبدله بالسكينة والمسرّات.
فمن قلوبهم النقية نتعلم حبّ الحياة وسرّ العيش براحةٍ وهناء ، هم ليسوا أبناؤنا  فقط، هم النبض الذي يتدفق في شريان القلب ففي أحد المجالس استمعت إلى امرأة تتحدث عن ابنائها وهي تقول كلما شعرت بالضعف والكبر تذكرت أولادي فأجدني أقوى امرأة على وجهه الأرض وأكثر صلابة ، جاءت كلماتها على قلبي گ الزلزال فجر  تلك الشرايين من ذاك الوصف .فسبحان الله تذكرت السعادة التي اراها في عين والدتي عندما نجتمع حولها  و تمازحنا وجود الأبناء حولك نعمة إنهم شجرةُ نقاء وارفة الظلال، وأغصان عفوية تحمل ثمار القبول والمتعة، إنهم ربيعٌ وزهر وأكاليل ياسمين، إنهم قصيدةُ أمل، وحياةُ الروح، وروح الحياة، إنهم أنفاسٌ عذبة، وسحائب ماطرة، وأريج عبق، وما أجمل أن نَكتسب منهم نحن الكبار فنَّ التعامل، ونأخذ منهم نقاء القلب، وصفاء النفس لنعيش الحياة بقلوبٍ متسامحة، ونفوسٍ راضية،
وما يتحقق ذلك الا بالتقرب منهم ومباركتهم ،أشعروهم  أنهم خير الرفاق في أول العمر و أنكم استأنستم بوجودهم لاعبتموهم  و ما زحتموهم . 
وفي أوسطه رأيتم  فيهم ربعان الشباب وقوتكم ،وعندما شابت خصلات الشعر وانحنى الظهر  اشتد بهم .
بوضوح نحتاج إلى تغيير الثقافة المجتمعية بما يضمن معاملة الأبناء من قبل الوالدين  وكأنهم أصدقاء، وذلك يوحي لهم بالثقة ويشعرهم بالمسؤولية، تطبيقًا لمقولة «إذا كبر ابنك خاويه» وإلا كانت النتيجة شبابًا بشخصيات ضعيفة، لأننا سلبنا إرادتهم في مرحلة الطفولة والمراهقة،وابتعدنا عنهم گ اصدقاء .