منذ فترةٍ طويلة والكثير يتحدث عن مجموعة بريكس ودورها في أن تقف نِدًا في مواجهة هيمنة "مجموعة السبع" على الاقتصاد العالمي .

مؤخرًا تلقت المملكة دعوة للانضمام لمجموعة بريكس  في الوقت الذي قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمام جلسة حوارية لمجموعة بريكس في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا : أن المملكة ستدرس دعوة "بريكس" للانضمام إليها ، وأنها ستتخذ القرار المناسب.

ولِمَنْ يتابع السياسة السعودية يعلم أنها لن تغامر وتجازف بالمشاركة في أي تكتل إلا بعد دراسة كافية ومراجعة وافية للنتائج التي ستحصل من جرّاء المشاركة أو من عدمها ، وليس كما كان يعتقد الكثير أنها ستوافق مباشرة.

ومما أثار إعجابي في تعليق الوزير أثناء تصريحه بأن المملكة تركز في سياستها الخارجية على بناء شراكات اقتصادية ، ونحن نثمن دعوة بريكس للانضمام وندرسها .

منذ فترة وهناك أحاديث متداولة بأن المملكة العربية السعودية تطالب وتأمل بالمشاركة في بريكس وعلى وجه من السرعة، ولكن تصريح وزير الخارجية كان حاسمًا ، فهو يؤكد تأثير مجموعة بريكس ، وأن المملكة تتمتع بعلاقات استراتيجية مع دول بريكس وتتطلع إلى المزيد من التعاون .

ولكن أكد أيضًا أن المملكة لها شراكات دولية مختلفة وأنها تمضي قدمًا بخطوات واثقة نحو تحقيق الأهداف العالمية والتنمية المستدامة ، وأنها تمتلك إمكانيات ومقومات اقتصادية واعدة.

وهنا نجد أنه كان هناك مفهوم واجتهادات خاطئة حول بريكس والتي تتمثل في أن "بريكس" هي مجموعة سياسية وليست اقتصادية كما يعتقده ويروج له الكثير من أجل مواجهة -كما ذكرنا- (مجموعة السبع) وذلك بإنشاء تكتل اقتصادي من خلال ضم دول أخرى ذات اقتصاديات كبرى .  

ومما يُفهَم من تصريح وزير الخارجية السعودي أن المملكة العربية السعودية تمتلك سياسة ورؤية ثاقبة منها عدم التدخل في هذه التكتلات إذا كانت لاتخدم مصالحها ولا تؤثر على شراكاتها مع الدول الأخرى ، وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع ، ولا تهدف أن تكون شريكا رئيسيًا في مجموعة ليس لديها نظام اقتصادي وتقاليد وتبادل تجاري .

وختامًا دعوة بريكس للسعودية تعد فوز سعودي مهم كونها أحد اقتصادات العالم الكبرى ، ولها تأثير قوي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية عالميًا.

عبدالله آل غصنة ..