|

إلى متى .. وكيف؟!

الكاتب : الحدث 2023-08-23 12:20:47


د/سلمان الغريبي


إلى متى وأكثرنا يُعطي بعض من مشاهير الفلس أكبر من حجمهم ..؟! وكيف أوصلناهم -بحسن نويانا- إلى هذه الشهرة التي لايستحقونها ..؟!
نعم .. نحن من أوصلناهم ، فاستغلوا طيبنا وأساؤوا لنا ولأنفسهم بسوء وخبث محتواهم .. فأكثر مشاهير الفلس استغلوا طيب مجتمعنا ، فبثوا سمومهم فيما بيننا وانكشف الغطاء عن سوء نواياهم التي تستهدف خراب مجتمعنا و إغواء شبابنا وبناتنا وتدميرهم والإلقاء بهم في مهاوي الردى بخبثٍ وسوء نية ؛ وذلك تنفيذاً لأجندات داخلية أو خارجية من أجل المادة والشهرة الكاذبة الواهية حتى ولو كانت على حساب أخلاقهم وكرامتهم وبسوء محتواهم الذي أظهروا من خلاله أجسادهم و أجساد محارمهم بصور فاضحة يندى لها الجبين .. واستغلوا آباهم وأمهاتهم و أبناءهم وبناتهم في التصوير ونشر المجون لعمل محتوى كاذب لانفع فيه .. ومواقف مُصطنعة مكشوفة للعنان .. فنحن من صنعهم ونحن -بعون الله وتوفيقه- سوف نعيدهم إلى مكانتهم الطبيعية التى كانوا عليها قبل انفلاتهم وشهرتهم الكاذبة الزائفة ومحتواهم السيء الذي في ظاهره غباء وحسن نية -على حد قولهم- وباطنه خُبث وخراب ودمار لأجيالنا ومجتمعاتنا ..
إنهم فعلاً تمادوا في اصطناعهم للتغابي والجهل وبث سمومهم الخبيثة بيننا .. وأكثرهم جاهلون لم يُنهوا دراستهم بل أن البعض منهم لم يكمل حتى المرحلة الابتدائية .. 
وإني لأتذكر أنني قابلت أحدهم في مناسبة ما وهو يتفاخر بأنه وصل لهذه الشهرة وهو معيد ثالث ابتدائي .. فكيف -بالله عليكم- يمكننا أن نثق في مثل هؤلاء لا نقصاً فيهم بل نقصًا في سوء محتواهم غير السوي من أجل اللهث وراء الشهرة لأي سبب سواء كان ماديًا أو لمآرب سيئة أخرى ينفذونها بغباء منهم دون علمٍ أو دراية بما يدور حولهم .. 
نعم نحن من صنعهم بحسن نية منا بمقولة "لا نقطع أرزاقهم" ولكنهم تمادوا وكذبوا ونافقوا وساءت أخلاقهم ومثلوا قصصاً خيالية لاتليق بنا وبهم ولا بمجتمعنا وأصبح محتواهم ينحدر إلى الحضيض ولايُسمن ولايُغني من جوع يسعون فيه للخراب والدمار منهم بقصدٍ ومنهم بغير قصد جهلاً وغباءً منهم ..! وهنا .. لابد أن نقف معًا صفاً واحداُ لمحاربتهم وحماية المجتمع من خُبثهم و شرورهم .. والحمدلله أن الدولة الآن وضعتهم تحت المجهر وتحاسبهم عن كل صغيرة وكبيرة تُبث من خلال محتواهم  بالسجن والغرامات المُغلظة ... إذًا نحنُ من صنع هؤلاء سواءاً بقصدٍ أو بدون قصد وجعلنا منهم نجوم ومشاهير .. نتابع فلان لكونه كوميديان أو لأنه يُضحكنا وهو في الحقيقة يضحك على عقول أبنائنا و بناتنا المراهقين منهم والمراهِقات .. 
أنا هنا لا أدعوكم إلى الالتزام بالجدية في كل شيء طوال الوقت وإنما للحد من جعلها هدف عن طريق استخدامنا لهواتفنا الذكية وحسابتنا على المواقع الاجتماعية والإشادة بهم وهم في الحقيقة لايستحقون كُل ذلك ..! وكما قال أحد الحكماء : "لن نصنع بالضحك مجد لأُمتنا". ومنّا للأسف من يُبرر أن متابعته لهم لحب الاستطلاع أو الفضول لمعرفة تفاصيل حياة شخصٍ ما تافه جُل ما يملكه منزل فاره وثياب راقية وسيارات فخمة أو أنها يٌمثلها ولا يمتلكها ويرتاد أشهر وأغلى المطاعم بمقابل مادي كذباً وزوراً وبهتاناً .. وتجده مطعماً في الواقع لاقيمة له .. 
المشكلة الحقيقية أحبتي لا تكمن بجعل أولئك الحمقى مشاهير الفلس في كل محتواهم السيء .. بل الكثير من المراهقين جعلوهم قدوةً لهم .. فنريد كما فلان لديه ، ونشتري كما فلان اشترى ، ونرتاد المكان الذي نصح به فلان وهكذا دواليك ..! فكان التقليد أعمى والنتائج سيئة للغاية لشباب وشابات سلكوا معهم طريق الغواية .. طريق سوف يؤدي بهم في النهاية لطريق الضياع والتشريد و الحرمان الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود .. اللهم احفظ ابنائنا وبناتنا من محتوى هؤلاء الحمقى مشاهير الفلس والخراب والدمار وسوء الأخلاق إنك يا الله ولي ذلك والقادر عليه .. والله من وراء القصد .