بقلم: حافظة الجوف 
‏@hafdahkhaldgof

ما الذي يحدُث؟
يتعرض العقل للكثير من التغييرات مع تقدم العمر الأمر الذي قد يكون لديه آثار طفيفة على الذاكرة  أو في مهارات التفكير وعلى سبيل المثال، قد ينسى الأشخاص الأكبر سنًّا الأسماء أو الكلمات المألوفة، أو قد يجدون صعوبة أكبر في تعدد المهام.

قال مات ووكر، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، إن دماغ الأشخاص الطاعنين في السن يبدو غير قادر على مزامنة موجات الدماغ بشكل فعال حيث أوضحت دراسة أن هذا الأمر قد يجيب عن سؤال يطرح منذ زمن طويل ويتعلق بكيفية تأثير الشيخوخة على الذاكرة، وحتى على الأشخاص الذين لا يعانون من مرض الزهايمر أو أمراض دماغ أخرى.

الشيخوخة أمر لا مفر منه ، ونحن نعيش في مجتمع بين نقيضين: أحدهما لا يفهم أبدًا قيمة كبار السن ويتجاهلهم بقلة احترام ، والآخر يهتم بجيلهم الأكبر سناً ويقدرهم بشكل صحيح بما يكفي من الاحترام والرعاية.

يحتاج - حقيقةً - كبار السن إلى معاملة خاصة من الجميع سواء من قبل الأبناء أو الأحفاد أو حتى الغرباء عنهم، وذلك بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تطرأ على هذه الفئة العمرية ما يجعل كبار السن يمتازون بدرجة عالية من الحساسية أثناء تعاملهم مع من هم حوله.

جالس كبار السن ، واعلم أن مجالستهم ثراء باذخ للروح
‏فزمنهم جميل وقصصهم فخر ، وأقوالِهم حِكم ، فهم اكتفوا من الدنيا ، ويهدوننا خلاصة تجاربهم بلا زيف و لا خداع ، فأكثروا من مجالستهم قبل أن تفقدوهم ، فعندهم ما ليس عند غيرهم !

لكن إياكم وأن تختبروا كبار السن في ذاكرتهم ولا تحرجوهم بكثرة السؤال ..عرفتني ؟ أنا من أو ولد من ؟ إن قابلتهم فقط سلّم عليهم وقل اسمك وعرّف بنفسك، لأن النسيان مؤلم ؛ لذلك انتبه أن تؤلمهم بكثرة السؤال ، ‏" وإذا خانتهم الذاكرة فلا يخونك الأدب " فمثل هذه الأسئلة تترك أثرًا سيئًا في نفس كبير السن والذي هو أحوج مايكون للمداراة والاهتمام وليس لوضعه تحت الاختبار ، فمن الطبيعي أن الكبير في السن قد تضعف لديه بعض المهارات الجسدية أو الاجتماعية ، و من واجب الآخرين احترام هذه التغيرات واحترام المُسن، ومعاملته بطريقة جيدة خالية من التذمر أو التهكّم، أو الاستخفاف.