|

كرة القدم السعودية حديث العالم

الكاتب : الحدث 2023-08-13 12:15:33

أحمد بني قيس
@ahmedbanigais

 

لقد أثبتت الرياضة بمختلف مجالاتها أنها عنصر هام جداً في حياتنا من خلال اتضاح مدى تأثيرها الإيجابي على النواحي الصحّية وليس فقط الترفيهية الأمر الذي جعل أغلب بلدان العالم توليها أهمية بالغة ورعاية شاملة إلا أن ما زاد الاهتمام بها هو إكتشاف أن فوائدها تشمل أيضاً النواحي المالية وهو ما جعل احترافها هدف مشروع عند الكثير ممن يُمارسونها أو يُشرفون عليها.

كما أن هنالك سبب موازي أكثر حضوراً من سابقيه يُبرهن على أهمية العناية بها والاهتمام بدورها ويتلخص ذلك السبب في ثبوت أنها أحد أهم أسلحة القوة الناعمة التي بإمكانها تحقيق ما تعجز عن تحقيقه أحياناً مختلف مظاهر القوة "الخشنة أو العنيفة" رغم الكم المادي الهائل الذي يتم صرفه عليها.

ولعل أبرز وأشهر أنواع الرياضة عالمياً هي رياضة كرة القدم التي يشهد واقعها بأنها تحضى بشعبية واسعة النطاق وتشهد مجرياتها بأنها أوجدت مجال رحب للمنافسة الأمر الذي جعلها تُساهم وبقوة في فتح الباب واسعاً أمام تقديم إنجازات وطنية غير مسبوقة وتحقيق تطلعات شعبية تفرضها ضرورات الحياة.

وهذا الواقع جعل القيادة الرياضية السعودية بدعم مباشر من لدن ولاة الأمر تقوم بتبني نهج رياضي جديد هدفه الرئيس استغلال الفرص التي تتيحها الشعبية الجارفة لكرة القدم والعمل على حُسن توظيفها لتقديم صورة مُشرقة ومشرّفة عن بلدنا الراغب في تحقيق الكثير من المكاسب والإنجازات بشتى السبل والوسائل المشروع استخدامها والممكن استغلالها ويظهر ذلك بكل وضوح في مضامين رؤية مباركة تعيشها السعودية حالياً تحمل عنوان "رؤية ٢٠٣٠" كان عرّابها الأول ولازال سمو الأمير محمد بن سلمان.

وتتضح مفاصل هذا النهج الرياضي الجديد في أمور عدّة أهمها قيامه بإحداث نقلة نوعية أن لم تكن جذرية في كيفية إدارة كرة القدم السعودية تمثلت هذه النقلة في إستقطاب الكثير من أشهر لاعبي كرة القدم العالميين تحقيقاً لعدة أهداف من بينها تطوير رياضة كرة القدم المحلية وتحسين مخرجاتها ولكن الهدف الأهم هو رغبة القيادة السعودية في خلق إنطباع إيجابي عنها كبلد وقيادة وكشعب وثقافة.

ولقد نجحت السعودية في هذا المسعى لدرجة كبيرة أزعجت الكثير من منافسيها الرياضيين وغير الرياضيين إقليمياً ودولياً فأصبحوا يُهاجمونها ويُهاجمون نهجها الجديد بكل ضراوة مستخدمين في ذلك العديد من الذرائع التي لا هدف لها سوى محاولة تأليب الشعب السعودي على قيادته وأبرز هذه الذرائع ذريعة خبيثة ظاهرها الحرص والمحبة وباطنها المكر والتحريض تقول فحواها أن هذا النهج الرياضي الحالي لا يعدو عن كونه مجرد مغامرة غير محسوبة العواقب تستنزف الخزينة السعودية مالياً ولن تحقق أي نفعٍ يرجوه شعب المملكة.

ولكن ما يغفل عنه هؤلاء "الأعداء" الذين لا يريدون لا للسعودية ولا لشعبها أي خير مهما عظم شأنه أن كلا الطرفين على علمٍ مؤكد بحقيقة نواياهم تجاههم ويعلمان جيداً أن مصالح السعوديين الحقيقية هي آخر اهتماماتهم ولقد زادت حدّة محاولاتهم البائسة واليائسة بعد أن أصبح أسم السعودية يتم تداوله عالمياً الآن بشكل غاية في الإيجابية وهو أمر كفاها عناء اللجوء للإجراءات الروتينية المعتادة ذات الثمن الباهض والزمن الطويل لتحقيق نفس الهدف.

الجدير بالذكر أن هذه النجاحات السعودية المتتالية خلقت جوّ من الفخر والتفاؤل والاعتزاز عند الشعب السعودي وذلك لاقتناعه أولاً بمدى حنكة وحكمة قيادته ولإيمانه ثانياً بقدرتها على حصد الكثير من الإيجابيات التي سيكون هو المستفيد الأول منها.

وما عزز لدى الشعب السعودي هذه القناعات تجاه قيادته رؤيته لها وهي تستثمر كافة إمكاناتها وطاقاتها خير استثمار وكيف تُحوّل أقوالها إلى أفعال بصورة تعود بالنفع عليه وعلى سمعته ويتضح وجود هذا النفع الذي جلبه هذا التوجه الرياضي الجديد رغم أنه لازال في بداياته في حقيقة أنه بدأ يُؤتي أُكُلُه بشكل مرضي جداً مُكذباً بذلك كل الإرجاف والتهويل الذي صاحبه والذي يستميت أهله لإثبات أنه حتماً سيحدث حسداً وحقداً من لدنهم وقهراً وندماً على سوء وضعهم.