|

(الظُلمات المُمتدة)

الكاتب : الحدث 2023-08-08 02:13:21

مسعودة ولي

بينما يُحاول النجاة بكُل الطُرق المُمكنة من المآسي المُحيطة به رُغمًا عنه؛ ويشق طريقه في هذه الحياة؛ تأتي تلك اللحظة شديدة السواد؛ لتجعل من كل الذي حاول انتزاع نفسه منها تَتَمكّن منه من جديد..

بعض أنواع الظُلمات لا تنتهي بل تبقى امتداداتها مدى الحياة؛ وياله من مُجرم من يترُك مظلمة بهذا الشكل لتستمر للأبد..

لقد سمعنا كثيرًا بأن الأقربون أولى بالمعروف؛ لكن لم نكن نعلم بأن بعض الأقربون هم أكثرهم أذِية..

اتساءل عن الذي اخترع البارود وكان سببًا في إراقة الدِماء والذي قد يستمر إلى نهاية البشرية؛ هل كان يظن أنه خَدَم البشرية!

ورُبما اتساءل عن أشياء أقرب للواقع الذي نعيشه والمآسي التي نراها وهي نتيجة لظُلٌمات مُمتدة لأقرب القريبين..

اتساءل عن الذي مات وكان إرثه الذي تركه لأبناءه عداوات لاتنتهي؛ هل يتوسّد الراحة في لَحدِه!

اتساءل عن الأحمال الأبوية التي تُرِكَت عنادًا وعدم شعور بالمسؤولية؛ على عاتِق من لا حول لهم ولا قوة! هل أنتُم سُعداء بعد تخلِّيكم عن رَعيَتِكُم!

اتساءل عن الفرد الذي وَجَدَ نفسه في رُكام عائلة مُدمّرة؛ بسبب دكتاتورية أحد أفرادها وحاول أن يُصلِح ويبني لكن لا سبيل لذلك، أيها الدِكتاتور هل تنامُ قرير العين!

اتساءل عن الذين سرقوا طُهرًا وزرعوا فزعًا في قلب طفل أو طفلة في مُحيطهم؛ بتحرُشِهم وكأنهم بهائم لا تَزِن ولا تَعقَل، كيف أنتَ قادرٌ على الحياة! 

إن كان الظُلم خطيئة؛ فالظُلمات المُمتدة إثمٌ عظيم وجريمة لا تقبلها الإنسانية.. 

 ما أرجوه مني ومنكم أن نكون إنسانِيون؛ أن لا نقتَرِف مظلمة بحق أحد بوعيٍ ورغبةً منا، و نقِف بالمرصاد في وجه كل ظالم.