يامن إليك المُشتكى ..!
د/سلمان حماد الغريبي
يا من إليك المُشتكي .. ياعالم السر والنجوى .. وكاشف الضُر والبلوى .. أشكوى إليك يا ربي ويا أملي مُجتمعاً يُرثى له تاهَ في كذبةِ الحُريات والتطور والتمدن وضاعت فيه المبادئ والأخلاق والقيم وقٌطِعت فيه الأرحام وانتشرت بصورة مُفزعةٍ فيه ايضاً عقوق الوالدين و تفطرت لها القلوب وسالت منها الدموع على قصص لم نعهدها من قبل .. فمتى ومتى كُنا نسمع عن إبن عاق يقتل أمه وأباه وأخويه ويحرقهم بمساعدة شقيقته بتلك الصورة البشعة و بدمٍ بارد وكأن شيئاً لم يَكُنّْ ..؟!
فأشكوى لك يا الله اصحاب هذه القلوب المرضى القاسية التى فقدت الرحمة والشفقة بين حناياها والعياذ بالله ..! فمن يفعل جُرم بهذه القسوة والبشاعة وفي أقرب الناس له أمه وأبيه وأخويه ..! فياسبحان الله من اوصلهم لهذا الحال .. ولو كان في قلوبهم ذرة من إيمان ما وصل بهم لهذا الحال ... فماذا حل بمجتمعنا ولخبط إعداداته بهذه الصورة البشعة .. فبين القتل و التقليعات الخبيثة و المُريبة الدخيلة علينا رسائل ورسائل غريبة وعجيبة نقرأُها بين السطور فالإبن يقتل أباهُ وأمه بلا سبب مُقنع مهما كان ولا يعلم لماذا اقدم على ذلك ..؟! والقاتل يقتل لأتفه الأسباب ولا يكترث لذلك ...! ونسمع عن قصص وقصص كثيرة فيها من العجب العُجاب وقتل متهور أحمق أرعن جراء حادث سير او مشادة كلامية عائلية او قبلية لحل خلافات او تحديات صبيانية في الطرقات وتحرشات لا ترتقي الى القتل او لإصابات بليغة تتطور في النهاية لقاتلٍ ومقتول ...!
فالحريات أحبتي والتي فهمها بعض افراد المجتمع بفهمٍ خاطئ ،أخذت مُنحنى خطير وخطير جداً أدى الى كل هذه الكوارث وخرجت عن إطار الستر والحشمة والأدب وحسن الخُلق ودخلت في نفق مُظلم مليئ بالذئاب وقلة الحياء وسوء الأخلاق ... وعلى سبيل المثال الذين يلبسون الشورتات فوق الركبة ويتسكعون في المقاهي و المولات والسوبرماركات والشوارع والطرقات أي في الأماكن العامة دون حياء او مخافة من الله .. فالحرية بمعناها الرحب هي : أنك كيف تحافظ على حريات الآخرين وعدم المساس بها وبمشاعرهم واحاسيسهم و المحافظة على المبادئ والقيم وحُسن الخلق وفيها رسائل كثيرة وكثيرة يكسوها الأدب والتقدير والإحترام وعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها لنا الدولة حفظها الله ورعاها وأكدت عليها وفرضت الغرامات القاسية لمن يرتكبها في الاماكن العامة .. فكيف بالله عليكم تُعطيهم انفسهم هؤلاء بلبس مثل هذه الخُزعبلات القصيرة منها والمشقوق وطيحني وخلي بالك مني وغيرها مما يندى لها الجبين ..! والتسكع بها بين بناتنا و امهاتنا وزوجاتنا دون ذرة حياءٍ او وازعٍ من دين ...!
كيف اعطتهم انفسهم للخروج من منازلهم بهذا المنظر المُقزز ..؟! أهو يرضى ان يرى أحد مثله في لبسه بهذه الصورة السيئة يتنقل بين اخواته وبناته وأمه وقريباته دون ان يحرك فيه غيرته الدينية و المجتمعية عليهن ..!
فاللبس المُحترم هو نتاج تربية مُحترمة وثقافة راقية تربينا عليها في الحشمة والحجاب والادب والإحترام ... يقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام : (لكل دين خُلق وخُلق الإسلام الحياء،ومن لاحياء له فلا دين له) صححه الألباني ..
فاللهم أرنا الحق حقًا وألهمنا اتباعه،وأرنا الباطل باطلًا، وألهمنا اجتنابه.