النظافة العامة .. أدب وثقافة
نجران - فريال الوادعي
في رحلة برية يقوم مجموعة من المتنزهين تاركين خلفهم كومة من الأوساخ وعلى بعد أمتار حاوية نفاية، سيارة مارة يفتح القائد نافذتها ثم يرمي منها علبة عصير قد لا تكون حتى خالية من بقايا المشروب، أسرة تنتهي من استخدام إحدى الطاولات في أحد مراكز التسوق وتهم بالذهاب تاركةً خلفها مكان يعج بالأوساخ، أم تستخدم دورات المياه العامة تاركة غيارات طفلها مرمية بشكل غير مرضي، سلوك يتكرر ونشاهده بين الحين والآخر، سلوك يستوقفنا كثيرًا لنتساءل هل هؤلاء الأشخاص هكذا في منازلهم، هل الأنظمة قاصرة في هذا الجانب، ويثير تعجبنا مثل ذلك كون المجتمع مجبول دينيًا وثقافيًا وأسريًا على فكرة النظافة بكل تفاصليها.
تشويه متعمد وغير مبرر، وسلوك غير حضاري ينم عن أشخاص أبعد ما يكون عن تطبيق تعاليم الدين الإسلامي الذي حث على النظافة وإماطة الأذى، سلوك ينافي توجهات وتطلعات الوطن ورؤيته الطموحة.
وفي ثنايا تفكيري تذكرت قصة لأحد كبار السن في أحد الأماكن السياحية بالقرب من منزله، كان يرفض أن يجلس المتنزهين هناك، وبسؤاله عن تصرفه الغريب، قال "هناك الكثير ممن يأتي هنا ويترك المكان يعج بأوساخ أضرت بالأشجار وعمال النظافة ليسوا مسؤولين عن أوساخهم وعدم مسؤوليتهم".
بل أن البعض قد يتصرف تصرفات من منطلق الحرص والإحسان وحفظ النعمة بتركه بقايا الطعام مفتوحًا في الأماكن العامة، مما زاد من الحشرات والنمل الذي يعيق من جلوس المتنزهين في تلك الأماكن والاستمتاع بها.
فهل نحتاج إلى أنظمة أكثر صرامة، وإلى أفراد لا يترددون عن الإبلاغ عن إي موقف يضر بنظافة المرافق والمتنزهات والمدن بشكل عام، هل نحتاج إلى حملة توعوية جادة في هذا الخصوص، هل نحتاج إلى "ساهر" من نوع آخر.