السعودية والتوجه شرقا "الآسيان نموذجا"
بقلم - رانيا ابو الخير
في خطوة جديدة في مسار السياسة الخارجية السعودية في توجهها صوب الشرق الآسيوي، تلك المنطقة التي مثلت في تسعينات القرن المنصرم نقطة انطلاقة جديدة في مسيرة النماذج التنموية الصاعدة (النمور الاسيوية آنذاك) وتمثل اليوم واحدة من ساحات التنافس الدولي بين القطبين الأكبر اقتصاديًا(الولايات المتحدة والصين)، تنجح المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في أن ترسخ أقدامها وتعزز مكانتها وتقوى تعاونها مع دول تلك المنطقة، إذ شهدت الأيام الماضية توقيع وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان على وثيقة انضمام المملكة إلى معاهدة الصداقة والتعاون مع دول رابطة جنوب شرق آسيا "الآسيان"، وذلك بدعوة من وزيرة الخارجية الإندونيسية رئيسة الدورة الحالية للاجتماع الوزاري لدول الرابطة والمنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حيث يعكس هذا الانضمام حرص دول الأسيان جميعها على تعزيز روابطها الوثيقة مع المملكة في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات تأكيدا على دور المملكة الريادى دوليا وإقليميًا في تحقيق الأمن والسلم، كما يعكس كذلك مدى التوافق بين توجهات هذه الدول ونهج المملكة القائم على تعزيز الحوار وتكثيف التنسيق المشترك، وتوطيد سبل العمل متعدد الأطراف مع مختلف دول العالم بهدف تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية والتقدم لجميع دول العالم وشعوبها.
ومن نافل القول إن استجابة المملكة لدعوة دول رابطة الأسيان بالانضمام إلى معاهدة الصداقة والتعاون إنما يؤكد على النهج القويم الذى تتبناه المملكة في حرصها المستمر والحثيث في رؤيتها الخارجية نحو تعزيز جسور التواصل مع كل دول العالم التي تدعو إلى السلام والاستقرار، بل وترى في العمل متعدد الأطراف سبيلاً إلى تحقيق رفاهية شعوب العالم وتنميتها، وهو ما يؤكد مجددًا على أن المملكة العربية السعودية بتحركاتها إقليميًا ودولياً إنما تحمل رؤية قادرة على التفاعل مع القضايا الراهنة بحكمة قائد وحنكة سياسي يُدرك المخاطر المتزايدة والتهديدات المتصاعدة والفرص الواعدة، فتعمل المملكة على الحد من تلك المخاطر ومواجهة هذه التهديدات وتعظيم الفرص، وذلك كله في إطار تشارك الجميع وتعاون الكل اتساقًا مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه .