( فاقد الدور لا يُمثله )
يحدث أن تنهمر الكلمات دون سابق معنى ، ويحدث أيضًا أن تنحصر وتؤطر وتأفل عنها الأبجديات ليس لقصور في فهم التأويل إنما هناك أشياء تمر أحداثها وتحتاج لوقت حتى نستخلص منها المعنى الكلي الذي يربطنا بالشيء الأولي الذي بدأت لأجله ..
بينما كُنا غافلين عن حقيقة وجودها هي لم تكن غافلة عن أداء مهمتها في تشكيل صور ذهنية وهمية
لا وجود لها في الواقع وتضليلنا عن شعورنا الحقيقي..
وحين غاب الوعي كانت الغلبة للأقوى حيث لم نستهجن ولم ندرك ولم نتخيل في يوم من الأيام أنها جاءت بناءً على خطة مُسبقة الدفع ..
لم نكن حينها عفويين ومحسني الظن فحسب إنما لم نكن بكامل إدراكنا وذلك لم يحدث من فراغ إنما كانت هناك حبكة خبيثة نفذت ضدنا وللأسف أن بعضًا من الأطراف الذين كانوا شُركاء فيها لم يكونوا بعيدًا عن محيطنا ..
والغريب في الأمر أنهم لم يواجهونا بل غدرو بنا وارتضوا علينا الألم بعدما أراد الله أن نعيش ذلك النوع من القدر المؤلم حيث لدينا اليقين أن لو اجتمعت الأمة كلها على أن تضرنا بشيء لن تضرنا إلا بشيء قد كتبه الله لنا ..
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد من سوء الفهم والتجهم والتواطؤ مع الشر بل امتد إلى توسيع نطاق دائرة المؤامرة وتدليسها بالباطل ونشر الشائعات التي تدعم ذلك الموقف المُلفق ..
تناسوا الدوافع وصهروا الميول في بوتقة الشر ودبلجو الحقيقة مستخدمين نفوذهم الذي تجرد من الضمير وحيث دفعنا ثمن تلك الصدمة من صحتنا وأعمارنا دفعو هم الثمن بطريقتهم وسيدفعون أيضًا ما داموا على قيد الحياة وما دُمنا على قيد الوعي ليس لأننا من دُعاة الانتقام كلا ولكن الأيام كفيلة بإعطاء كل ذي حق حقه سواءً كان ذلك بالخير أو بالشر ..
وحيث لا ديمومة لمثل هذه التراجيديات إنما لابد من لحظة صارمة تقصم ظهر الأكاذيب وتفتك بالإشاعات المضللة للموقف شهدنا تجلي من تجليات الحقيقة وبدأت بوادر الوعي في العودة لأصالة مواقفها ورسوخ مبادئها ، وإن كانت هناك مُكابرة في عدم الافصاح من قبل المتسبب الأصلي الذي أغرى وأغوى المعنيين بالأمر باعتبار أن هناك ظروف مجتمعية واختلافات طبقية ومرجعيات ثقافية وعوامل أخرى تحكم تلك الأشياء إلا أننا نعلم تمامًا أن هناك رِهانات مهدت الطريق وجعلت مزلاج الشك مواربًا ..
ولأن ثمة حقيقة تخمد مخاض الأسئلة التي لا ترحم
حيث أصبحت مهيئة لولادة أجوبة جديدة تجعلنا نُقبل على الحياة بنظرة مختلفة ونخوضها بروح جسورة
تجعلنا نحمي عُمق شعورنا الأصلي من المجتهدين الذين يُقحمون أنفسهم في مالا يخصهم بشيء سوى أنهم شُركاء في الفهم السطحي حسب التوقيت المحلي للزمان والمكان من خلال تجسيد ذلك عبر التكاتف مع مجموعة ساخرة اجتهدت في تنميط الموقف بينما في حقيقة الأمر هم جسدوا كل شيء إلا المعنى الحقيقي الذي جعلنا في ذلك المكان بناءً على اعتبارات أخرى غُيب فيها عنا القرار ، بينما نحن سنثبت نمونا فكريًا وعاطفيًا بالمواقف والتجارب حيث أثبتوا هم العكس عن طريق أفعالهم المُستهجنة ولا غرابة في مثل هذه التصرفات فالمثل يقول : فاقد الشيء لا يعطيه ، وأقول انا في ختام اللاختام : فاقد الدور لا يُمثله !
بقلم : رهام مدخلي
Reham90md@