|

" في إعتلاءٍ المجدِ عقباتُ وحُساد"

الكاتب : الحدث 2023-06-14 08:58:02

طُرق النجاحات تعتلي ولها انحدارات ولها اتساع واسع لكن المسار واحد: هو ؛ توكل على الله وثقةً به أولاً ثم صبراً ثم جُهداً واطمئنان ثم الوصول للهدف والغاية بحول الله وقوته ، ومادام الشخص يصنع المعجزات ويخطو الخطوات بصدقٍ وإخلاص وتفاني فهو بلا شك سيتعرض لحربِ ضروس من التشويه والأراجيف الباطلة الكاذبة لا هوادة فيها ولارحمة ، فالبشر لا ترمي إلا الشجر المُثمر والجالس على الأرض لا يسقُط ، ولولا أنك بنجاحك وتأثيرك الفاعل في مجتمعك ومحيطك وإلا لن تجد كل هذه العداوة ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب..
لا يهتم الشخص المثابر بما يُقال عنه من قصصٍ مُزيفة ؛ بل سيرُد بعطاءٍ وجُهدٍ لاكلل ولاملل منه وثمار ناضجة تُمثل نُبله وطيب معدنه الأصيل وقوة صبره ، وستزول الآثار لهولاء مع بزوغ فجرٍ وإشراق شمس بحول الله وقوته ، وإن غداً لناظره قريب ، فالحياة رحلةٌ قصيرة ، والطريق طويلة ولا أماني لها تحقق دون مثابرة ودون عثرات وأحزان ومكدرات وعقباتّ " فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا" ..
لنعلم أن النجاح فضّلُ من المولى جلّ في عُلاه – سبحانه وتعالى – يؤتيه من يشاء من عباده ، قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} ..
فالأنسان المتألق يشفق لوجود هؤلاء ضعفاء الأنفس في حياته ، لا خوفًا منهم ؛ بل حُزنًا على حالِهم بأنهم جعلوا طريق الباطل من نفاقٍ ومكائد لكي يسقطوه ، واستسلموا لهوى الشيطان بنفسٍ مريضة ...
يقول أبو فراس الحمداني : 
رَفَعتُ عَلى الحُسّادِ نَفسي وَهَل هُمُ
وَما جَمَعوا لَو شِئتُ إِلّا فَرائِسُ
         ----------
أَيُدرِكُ ما أَدرَكتُ إِلّا اِبنُ هِمَّةٍ
يُمارِسُ في كَسبِ العُلا ما أُمارِسُ
        ----------
يَضيقُ مَكاني عَن سِوايَ لِأَنَّني
عَلى قِمَّةِ المَجدِ المُؤَثَّلِ جالِسُ

 جبران بن عمر