الكاتبة / شفياء الاسمري ـ جدة 

هل تساءلت يومًا ما ! 
كيف تكون مباركاً؟ 
البركة هي سر معنوي لا تشترى ولا تستنزل بل تستمطر من العُلا سبحانه ،هي سر السعادة على وجه الأرض أن تتلذذ بصحتك، وولدك وزوجك وعائلتك ،ومالك ووطنك لا أحد يتبارك به بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فبدع الزمن كثيرةٌ فمن يقول الشيخ الفلاني مبارك أو الضريح الفلاني مبارك أو زرنا يافلان حتى نتبارك كل ذلك هراء  لا أحد يبارك أحد هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء إن هو قليل يكثر وإن هو ضعيف يقوى وإن هو عاصٍ يهدى،
قد ترى إنسان يوجد لديه زوجةً واحد لم تأتي من الحسن شيء  ولكنها مباركة شاكرة فيمنح خير الدنيا والاخرة، وقد ترى إنسان لديه ٤ نسوه كلهن جميلات ولكن غير مباركات ويعيش مفرق الأواصر ، انظر في حياة خير البشر عليه افضل الصلاة والسلام عاش ٢٣ عاماً إلى اليوم يذكر  ويصلى عليه في كل أنحاء العالم ونعيش بنعمة الإسلام ببركته وتبليغه، هناك من يعيش ٦٠ عام عالة على البشر ولد عادي ومات عادي ماذا ترك من ذكره ، وآخر عمره ٢٠ يبارك الله فيه وله علم كثير وفيه خير كثير للأمة،  السر إنها البركة ،
سماحة شيخنا المبارك ( بن باز رحمه الله ) يحكى بركته أحد طلابه قائلاً : صليت الفجر مع الشيخ في مسجده ذكر الله حتى طلعت الشمس ثم صلى الشروق انطلقنا إلى عمله بالافتاء كان متوضئ سَلّم على الناس ورد على سائلين بالهاتف ذكر الله طيله الطريق وعندما وصلنا المكتب حل ٣ قضايا طلاق عند الباب ثم دخلنا فصلى الضحى ثم اتصل على أحد مسؤولين بالدولة وشفع لـ ٢من الناس  من أصحاب المقام العالي في بلادنا ثم قرأ أحد طلابه متن من المتون شرحه لطلابه ثم دخل مجلسه على الناس وألقى موعظة و أجاب أسئلة الناس ثم رد على الهاتف فتوى من خارج المملكة ثم قام مع الناس وصلى الظهر كل هذة البركة في ٧ ساعات فما بالك بباقي يومه إنه مبارك مات وبكت الأرض على ابن باز ، فما بالك بمن يقضي عمره بالسهر و التسكع  في الشوارع والاستراحات والملاهي والأكل والشرب ولا ينفع بل يضر ثم يقول يا رجل راح عمري بلا فائدة الزمن متسارع أنت من وضع نفسك في هذا التسارع والضياع ، كم يبقي من مرتبك قد يأتي عليك ١٠من الشهر وأنت تستلف رغم أن راتبك عالي  قد يأتي شخص راتبه أقل من راتبك لا يكاد يكفيه وقد يسلفك، اسأله لماذا ؟ إنها البركة يا كرام، كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم( اللهم اجعلني مباركاً اينما كنت ) هل تريد أن تعرف هل أنت مبارك انظر فيما يضيع وقتك وعمرك ويومك قال أحد السلف (إن أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أقامك)
إذا صحت المقدمات صحت الخاتمات.