|

فلم البنت لحلوة الكذابة

الكاتب : الحدث 2023-05-20 05:42:10

 
فلم  درامي مصري عرض في عام 1977 م من اخراج :زكي صالح وتأليف: فيصل ندا  وبطولة كل من ( نيللي -محمود عبدالعزيز-سمير غانم-سعيد صالح-توفيق الدقن- إبراهيم سعفان – إبراهيم خان- وجدي العربي) تدور أحداث الفلم حول ثلاثة أصدقاء وهم (عادل -فرج-وصلاح) يتعرفون على (منى)  الفتاة الجميلة التي تقيم في نفس الفندق الذي يقيم فيه الشباب الثلاثة فتفتنهم بجمالها فيفكر الجميع بالتقرب منها ببذل محاولات لكسب قلبها فيحظى (عادل) بقلبها وتميل له كثيراً من بين البقية فتعترف له أنها متورطة في عمليات تهريب مع المجرم (باهر) الذي أوهمها أنه يملك الدليل على براءة أخيها المتورط في جريمة قتل مستغلًا إياها في إكمال عمليات التهريب وتجنيدها لتنفيذ مخططاته الشيطانية ، فيقرر الشبان الثلاثة مساعدتها للتخلص من المجرم باهر وإثبات براءة أخيها من القتل في أحداث درامية ممتعة أشبه ما تكون رواية تقرأ بشغف في ذلك الوقت قبل 45 سنة بطرح قصصي رائع اعتدنا أن نشاهده في الأعمال السينمائية المصرية .
 
عنوان الفلم قد يشير إلى شخصيات حقيقية من المحتمل أن تكون في واقعنا الحقيقي أو تصادفت معها في أحداث مشابهة  فتذكرت بعض مشاهد الفلم وكأنك تشاهده في الواقع وليست من أدبيات كاتب أو من ذكاء مخرج إنما هو اجتهاد شخصي من بعض الأشخاص لم أجد لهم أي تصنيف ممكن ان اجيد وصفهم فيه بشكل وافي ، بل على العكس أرى اني مقصر في وصفهم كلما استرسلت في كتابتي وفي محاولاتي لوضعهم في نصابهم الحقيقي كما هو اسم الفلم ( البنت الحلوة الكذابة) ، على سبيل المثال الفنانة الحقيقية لا يجب عليها صعود سلم الكذب من أجل تحقيق الغايات الوقتية أو التمسك بمبادئ ومُثُل للتنظير على المجتمع ولا تطبقها على نفسها أولًا ، ناهيك عن حجم القبة الوهمية لنجاح وهمي وبطولات لا توجد إلا في خيالاتها فقط ومحاولة منها الصعود على أكتاف الآخرين بحجة التَنَفّع وتقديم المصلحة الشخصية حتى لو كانت في سبيل الإضرار بمن قدم يد العون لها في مثال سيء جدًا للنكران والغدر والايذاء ، تلك الأقنعة التي تُلْبَس حسب الحاجة لتبدأ مع كل قناع مشوار الألف كذبة وحياة النجومية الفنية الوهمية متناسية أن الفن ذوق وأخلاق وصدق كما تعلمنا ممن سبقونا من الأساتذة سابقًا أن الفنان الحقيقي هو من يملك أخلاقيات المهنة بكل صدق وحرفية لا بالكذب والتزييف والإساءة للآخرين بأساليب صبيانية حمقاء لا يجني منها صاحبها الا الخسران والثبور .
 
تزامن رؤيتي للفلم من باب الحنين للماضي الجميل الى تَذَكّرِي بعض المواقف الراسخة في ذاكرتي ممن ينتسبون للمجال الفني من الجيل الحالي يحملون شيئًا عظيمًا من الكذب والخداع للوصول إلى أهداف زائفة ومقيتة  حيث يلتف حولها ( عادل وصلاح وفرج) كما في الفلم من أجل تقديم يد العون في مشهد من الواقع المرير فتبدأ حرب من يكسب قلبها أولا ويقدم لها الخدمات الحقيقية لشخص يبدأ مسيرته بخلاف الحقيقة ، كم وكم اشرت مرارًا وتكرارًا إلى أهمية أخلاقيات المهنة وإلى الصدق في العطاء لتجني ثمار عطاءاتك وترتقي بصدقك إلى مرتبة الفنان الخلوق الذي يملك قلوب الجماهير ويضع الله في سماته القبول ،  على عكس ذلك قد يكون النفور والتقزز ممن لا يملكون الخلق الطيب واللسان الصادق وحب الخير لمن ساندهم بل تتعاظم بعض الصفات الغريبة إلى الجحود والنكران والإساءة بدون سبب سوى إرضاء للغرور ولحب الذات الكاذبة.

هناك من يورث الكذب والتحايل باحترافية في لبس الأقنعة والتماثل للصدق وهو أبعد ما يكون له ، ولو تخلى عن التحايل والكذب سيفسد عمله لأن البناء من أساسه غير صحيح ومثال على ذلك فلم (Liar Liar)  لـ Jim Carrey استطاع ان يبني سمعة قوية جدًا في المحاماة بالكذب وعندما أراد له ابنه الصغير أن يتوقف عن الكذب عانى كثيرًا لكي يصلح ما أفسده الكذب واستمر لوقت طويل حتى يستعيد حياته الحقيقية ، الصبر على قول الحقيقة وتجنب الكذب يحتاج إلى جلد وتحمل الايذاء عندما يعتاد الناس على سماع الكذب لن تستطيع أن تقول الحقيقة إلا ويستنكرونها عليك.

إلى الفنان أو الفنانة ممن يمتهنون الكذب وقلة الوفاء أنت وضعت أول مسمار في نعش فنك وسمعتك ولك أن تتخيل مصيرك كما هو في أمثال المصريين (الميت عمره ما بيقوم وصاحب المصلحة مستحيل يدوم وقليل الاصل ما عليه لوم).
 
عارف أحمد
17/5/2023