أسوأ ما تتعرض له رياضتنا المحلية
أحمد بني قيس
@ahmedbanigais
ممّا هو معلوم بالضرورة أن الرياضة بشتى صورها وأنواعها لها فوائد جمّة لا تقتصر على الفوائد الجسدية والصحيّة رغم أهميتها وإنما أيضاً لها فوائد نفسية وسلوكية تجعل من يُمارسها قادر على التعامل مع معظم السلبيات التي قد يواجهها رياضياً إلا أن هنالك سلبية رياضية من شدة سوءها يصعب على الكثيرين التعامل معها والتخلص منها وهي سلبية التعصب.
وحتى نكون منصفين فإن جميع المجتمعات تعاني من التعصب الرياضي وإن تباينت نسبة المعاناة منه من مجتمع لآخر والسعودية حالها في ذلك حال الجميع حيث يشهد وسطها الرياضي بتغلغل التعصب في الكثير من مفاصله ما أوجد سلوكيات وسياقات فكرية غاية في السلبية ساهمت في اضطراب طبيعة تفاعل أفراد المجتمع الرياضي مع مختلف المناشط الرياضية التي تشارك فيها أنديتهم المختلفة.
ولعل أبرز من يُغذّون ظاهرة التعصب في مجتمعنا إن لم يكونوا المسؤولين عنها هم شريحة من الإعلاميين الذين يقومون بإثارة النعرات الرياضية بدلاً من إخمادها من خلال تغليب ميولهم الرياضي على المصلحة العامة عند تطرقهم لمختلف شؤون الرياضة المحلية في دليل واضح على أن هؤلاء ومؤيديهم أبعد ما يكونوا عن الطرح المتوازن والمستنير الناشر للوعي السليم الأمر الذي يجب أن يجعل ظهورهم في هذه المنابر ظهور مرفوض بعد ثبوت أن ضررهم يفوق بكثير أية فوائد قد يأتون بها.
ومن المؤسف أن داء التعصب يظهر حتى عند مشاركة أندية الوطن في البطولات الخارجية ويتضح ذلك عند ملاحظة أن نسبة معتبرة من المنتمين للوسط الرياضي والمهتمين به وصل بهم تعصبهم لأنديتهم الغير مشاركة في تلك البطولات إلى درجة تمنيهم الفشل للأندية المشاركة في تجاهل واضح لحقيقة أن تمثيل الوطن في حد ذاته يُعتبر إنجازاً مهماً أياً كان فاعله، إنجاز يجب تشجيعه ودعمه سواء وافق انتماء المعني به ميولنا الرياضي أو خالفه.
ختاماً إن التعصب أثبت كما أسلفت بأنه أكثر السلبيات الرياضية ضرراً وتأثيراً ممّا يتطلب منّا تسليط الضوء عليه والدعوة لنبذه ونبذ كل من يتَخَلّق به حفاظاً على مساعي تطوير الرياضة التي تقودها الدولة وتحقيقاً لهدف الوصول برياضتنا المحلية لمستويات تُشرّف كل من ينتمي للحقل الرياضي أو يعنيه أمره.