ماذا بعد الألم
الكاتبة : شفياء الاسمري ـ جدة
الألم هو شعور غير سار يُشير إلى وجود أذيّة حقيقية أو محتملة، وشعور سلبي بعدم السعادة قد يجد الشخص صعوبة في وصف الألم الذي يشعر به، وقد يكون حادًا أو باهتًا، أو متقطعًا أو مستمرًا، أو نابضًا أو بوتيرة واحدة.
فماذا بعد الألم : أولاً: خذ وقتك في التعبير عن حزنك ولكن باعتدال من غير صياح أو نواح أو تمزيق للثياب أو تكسير للأشياء، ولا بد من التأقلم مع الواقع الجديد الذي تعيشه بعد الألم، خذ النهج النبوي في تحمل الألم واحتساب الاجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها)) والصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف وجعًا فإن الإيمان نصفان: نصفٌ صبرٌ ونصفٌ شكرٌ ، والصبر على البلاء يجعل النفس مُطمئنة محتسبة غير كارهة لما نزل بها، فالابتلاءات تأتى لترفع الدرجات وتحط السيئات .
ثانياً: سيطر على أفكارك السلبية فقد تدفعك لارتكاب سلوكيات خاطئة قد تندم عليها في لمستقبل حاول أن ترى الجانب المشرق من الأمور واعلم أن كل ما يحدث لك في هذه الحياة خلفه سبب، قد تعلمه وقد لا تعلمه ولكن تأكد بأن ما حصل لك هو الأنسب لك فاختيارات الله الاجمل.
ثالثا: تحدث عن معاناتك مع شخص مقرب حكيم يكون بلسماً لجرحك أنت بحاجة للدعم والمساندة وقبل هذا كن قريباً من خالقك الذي قلبك بين إصبعيه يقلبه كيفما يشاء.
رابعاً: اشغل نفسك بالأشياء المسلية وبما تحب اكتسب عادات يومية جديدة، مارس هوايتك المفضلة، اذهب للرحالات، لب دعوات الأصدقاء، قم برياضة وخاصة الجري، شارك في اللجان التطوعية، أدر مشاعر الخوف والقلق من المستقبل، أعتنى بصحتك النفسية، أعلم أن الالم عتبه جديد الى الحياة السعيدة، احتضن أحبتك فالحياة قصيرة لذا أحب من حولك وعبر عن حبك لمن يستحق، قلّل من متابعة الأخبار السيئة تابع وسائل التواصل الاجتماعي الايجابية ومليئة بالأمل.
خامساً أنت موجود على الدنيا للعبادة والابتلاء ليس للراحة والبقاء فوجود الأشخاص وفراقهم والتعرض للصدمات في هذه الحياة، يعتبر أمراً جانبياً بالنسبة للهدف الأساسي، وهو العبادة والقرب من الله، والتضرع له، والصلاة وقراءة القرآن، سوف يهون كل ما سوى ذلك من أحداث الحياة.
كل ما نخاف منهم نهرب عنهم، لنجد الأمان إلى الله فإنك إن خفت منه هربت إليه وتجد كل الأمان، استحضر أَلَمَّك للإستفادة منه في تحسين المستقبل، فصعوبات تجعل منك جوهرة.