المخدرات..دق ناقوس الخطر
بقلم ـ العنود سعيد
الانحراف السّلوكيّ ،الجنوح نحو القتل والسرقة ،الاغتصاب،الأمراض النفسيّة المزمنة ،الاضطرابات العقليّة ،التفكك الأسري،إرتفاع نسب الطلاق ،استنزاف العقول، ارتكاب الجريمة والعنف، زعزعة الاقتصاد…جزء يسير من الواقع الذي تخلفه المخدرات تلك الآفة الخطيرة التي استطاع الأعداء استخدامها ضد أغلى ما تملك الأوطان ( زهرة الشباب ) .
الأرقام التي تكشفها المملكة حول مايتم ضبطه من المواد الممنوعة يفوق التوقعات مما يدل دلالة واضحة على أن هناك أيادي خفية تحاول زعزعة المجتمع السعودي وضربه بالصميم من خلال تعطيل عقول شبابه وإبقائهم في براثن المخدرات وهدم القيم والترويج لارتكاب الجريمة من خلال تعاطي المخدرات.
لقد أسعدتني كثيرًا تلك الحملات التي بداتها الجهات الأمنية لمكافحة المخدرات ليلة العيد والتي كانت بمتابعه وإشراف من ولي العهد حفظه الله ورعاه حيثُ شملت جميع مناطق المملكة وتم مع بدء الحملة منح رجال الأمن المزيد من الصلاحيات في ضبط المتعاطين والمروجين وتشمل العقوبات تمديد الإيقاف إلى ٦ شهور سواء للحيازة أو الاستخدام.
كما تم التشديد على منع الكفالات الشخصية على الحيازة أو الاستخدام مهما كانت كمية المخدر المضبوط.
تلك الحملات الأمنية بمثابة السياج الحصين للمجتمع حيثُ تشكل قلقًا دائما على مرتادي ومروجي هذا المستنقع القذر والتي يجب الاستمرار فيها وفرض الرقابة المكثفة والقوانين الصارمة حتى يتم القضاء عليها بشكل تام.
تواجه المملكة حربٌ ضروس مع أعداءها ليس فقط هؤلاء المروجين بل الامر تعدى كونه تجارة إلي محاولة النيل من قيم و مبادئ المجتمع الإسلامي وتغريبه عن الفضيلة.
تقع على عاتق الجميع مسؤولية التوعية و مساندة تلك الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وولى عهده للقضاء على المخدرات من خلال ما تقوم به المؤسسات المجتمعية والأفراد من أدوار مفصلية للنهوض بالمجتمع إلى بر الأمان واستشعار دورهم وواجبهم الديني والوطني والإنساني، من أبرز وأهم تلك المؤسسات الأسرة وهي اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات والتي لها دور فعّال في بناء المجتمع السَّوي المتكامل وتعزيز مفهوم أمانة المحافظة على العقل والجسد من كل ما يؤثر عليه وكذلك المؤسسات التعليمية والإعلامية عليها دور مهم في توعية المجتمع بأكمله عن الإضرار الجسيمة التي تخلفها المخدرات.
خطر جديد يدق الأبواب على مجتمعاتنا العربية علينا أن نتنبه له ألا وهو مادة"الشبو" تلك المادة التي تفوق للأسف خطورتها جميع المواد المخدرة ويصيب متعاطيها بحالة من الهلوسة الشديدة من أول جرعة يتعاطها ليقتل أقرب الناس إليه.
لِتتواصل تلك الحملات الأمنية مشكورة بلا هوادة على مهربي السموم والضرب بيد من حديد على كل من يحاول تدمير وتعطيل نهضة الأمة التي تتمثل في عقول شبابها النابض بالحياة.
أيها الشباب: أحبوا أوطانكم وكونوا له أبناء بررة فلا تنجروا خلف الأوهام وتكونوا ضحايا المخدرات فقد دق ناقوس الخطر.