التكنولوجيا بين الإفادةِ والتدمير
الشاعر د ناصر الدسوقي
قال الله جل وعلا في محكمِ التنزيل
أعوذُ باللهِ مِنَ الشيطانِ الرجيم
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (الزمر: 9)
وقال أيضّا
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
وقال المعصوم صلى الله عليه وسلم
( أطلبوا العِلمَ من المهد إلى اللحد )
صدق رب العزة وصدق رسوله الكريم .
فالعلمُ أساس التطور في كافةِ مجالاتِ الحياة ،
ومن أهم هذه المجالاتِ في العصر الحديثِ هي التكنولوجيا ،
بدءّا من اختراع الحاسب الآلي عام 1837 ( تشارلز بابيج )
والتطورات الهائلة فيه
واللابتوب والتابلت والهواتف الذكية .
ومن البديهي أن تلك الإختراعات جاءت لخدمة الإنسان والبشرية ،
فبضغطةِ زرٍّ أو بلمسةٍ للشاشةِ تدخلُ على أيِّ مُحرِّك بحثٍ لتتصفحَ وتعرف ما تريد معرفتَه ،
في دراستكَ أو حياتك العمليةِ
أو من باب التثقيفِ والإطلاعِ
أو التحققِ من مسألةٍ بَحثِيّٕةٍ أو دينيةٍ أو حتى من باب الترفية والتسلية ،
حتى مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وماسنجر وواتساب وتويتر وإيمو وأنستجرام وغيرها ما هي إلَّا وسيلةً للتواصلِ بين الأشخاصِ في نقلِ معلومةٍ أوِ السؤالِ عن شئٍ أو حتى التقارب والتسليمات ،
لكن للأسف نرى الكثير هذه الأيام في مجتمعاتنا العربية وخصوصًا الشباب يُسيئون الإستخدام لهذه المخترعات ،
أصبحت وسائلَ التواصلِ هي مضيعةٌ للوقتِ والتعارفِ الغيرِ شرعي ، وكثيرّا ما ينتج عن هذا مشاكلَ وأزمات نحن في غنىً عنها إن أحسنا الإستخدام ،
لا نقول أنك كلَّ الوقتِ تطٌَلعُ وتقرأ وتُثقفُ نفسك ،هناك مساحةٌ مُتاحةٌ للترفية إن سمح وقتك ، لكن في الإفادة على مجتمعكَ ؟
أم جَعلتَهُ هو الذي يُسيِّرُكَ ويتحكمُ فيك قلبًا وعقلًا ؟
وقد قال رسولنا الكريم صلواتُ ربي وتسليماته عليه
( المؤمنُ كَيِّسٌ فَطِن ) .
لذا فلنجعل من التكنولوجيا ما نُطوِّعُه لإفادتنا لا ما يهدمنا ويمحي هُويتنا .
والخَيارُ لنا ...