|

خطوط فرعية مظلمة …!

2018-02-07 03:53:34

كل هذا الكون الواسع الفسيح بما فيه قد جعل له الرب الخالق سبحانه خطوطًا ومسارات مٌشكّلةً بدقةٍ متناهية يعجز عنها الذين من دونه حيث قال الله واصفًا جزءً من هذه المسارات في كتابه المعجز لكل العالم والعالمين هو المنزل المحفوظ قرآنٌ كريم فقال ربي : ” كلٌٌ في فلك يسبحون “.

تسير الحياة الدنيا بأفلاكها وكل الأمم وفق نظام رباني متناسق ومترابط وبعقولنا نُبْصر هذا الإعجاز العظيم فنستدل على المبدع الحكيم رب العرش العظيم ، فسبحان اللهُ أحسن الخالقين .

فكل الخلائق بالفطرة ستهتدي لكل الخطوط التي تدلها على الخالق العظيم ولن يتوه قلب عن خالقه إلا إذا اتبع هواه وأغواه الشيطان أو نشأ في عائلة كفرت بأنعم الله وسلكت تلك الخطوط الفرعية المظلمة في أسباب معلومة عن قصدٍ أو غير قصد ولا حجة مع البشرية حيث أن الله قال واصفًا التوجيه الصريح والحجة الدامغة فقال ” إنا هديناه النجدين” طريق الخير والشر وبعقله يختار أي الدروب يسلك ويعيش وحذرنا من نزغات وأهواء وأفكار الشيطان المليئة بالمطبات والحفر المسمومة التي حتمًا ستقتل سالكيها .

نعيش صراعات نحن البشر مع عدة خصوم وكثير مِنَّا يتوه في أحد تلك الخطوط المظلمة ولكنه سرعان ما تتداركه رحمة من ربه وتحركه فطرته السوية فيعود ويرجع ويستغفر والله غفور تواب رحيم .

كذلك بعث الله الرسل والأنبياء رحمةً من عنده حتى يبينون للأمم طرق الخير ويحذرونهم من طرق الشر ومكر الشياطين لينقذون البشرية من الظلمات إلى النور حتى يعيشون في حب وسلام وأمن وأمان في ظل عبادة الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد .

ويستمر الصراع بين قوى الخير وقوى الشر عبر كل العصور والأحقاب ويسطر التاريخ تلك المسالك والأمم فمنهم من ضل وسلك الطرق الفرعية المظلمة وكفر بأنعم الله فأهلكهم الله كقوم عاد وثمود وغيرهم وينجي الله المؤمنين .

فعجبًا لمن عرف الحق واتَّبَع هواه وعجبًا لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتراه يتخبط في أعمال إبليس ويتفنن في كل منكر ، باع وطنه ودينه ومليكه وأمانته وضميره بثمن بخس ومتاع من الدنيا قليل وكذلك يخزي الله الظالمين .

إلى كل من وكله الله أمانة في عنقه من المسؤولين والموظفين والعمال وكل مواطن عاش فوق أرض وتحت سماء هذا الوطن الغالي ، اتقوا الله فيما وكلتم به من عمل وأمانة فالكل مسؤول عن رعيته وعمله وماله ووقته وكل ذلك في كتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها .

فكم من زلة مقصر قتلت أبرياء ليس لهم ذنب إلا أنهم خرجوا في نزهة قصيرة فعادوا جثثًا هامدة بسبب حفرة قاتلة في طريق عام أو فرعي ، كم من دعوة مظلوم على موظف يؤخر معاملة يتيم أو كبير سن أو وكيل شرعي أو سيدة تعول أطفالها ، كم من طرق فرعية بمسار واحد وكذلك مظلمة ومليئة بالحفر القاتلة ، إن الوطن وأهله أمانة في أعناقكم فلا ترحل من دنياك مقصرً محملًا بدماء الأبرياء أو دعوات الثكالى والأرامل والأيتام وحقوق المسلمين فذلك هو الخسران المبين .

أيا موطني وبلدي عشت فخراً لكل الأوطان وحماك ربي من كل عدوان وطغيان وسخر لك كل الأوفياء والأنقياء والأتقياء والأبطال والشجعان في كل زمان ومكان ، وفضح كل خائن عميل وحاقد شيطان ومقصر لا يخاف من بطش السلطان ، اللهم أمدنا بنورك وتأييدك وسخر لنا الطيبين من خلقك لبناء أوطاننا بأمن وأمان وقوة ترد كل معتدٍ على عقبه خائباً وخسران .