|

هي الدنيا ..بين ابتلاء وسعادة

2018-02-17 03:21:12

البشر الذين عاشوا قرابة سبعين أو ثمانين عاما يصابون بالدهشة والاستغراب ويتساءلون في أنفسهم: كيف مرت كل هذه الأعوام الطويلة بهذه السرعة دون أن يشعروا بها؟ بل سيقولون لك :”لم أفهم شيئا يذكر من هذه الحياة التي مرت في لمح البصر”!
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لابن عمر رضي الله عنهما: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل” [رواه البخاري]..

فيأيها المبتلى لايعطيك ولا يبتليك إلا ليعافيك ولا امتحنك إلا ليصطفي بالنعم وينعم بالبلاء ..
يقول أبو الدرداء : (من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها, ولا ينال ما عنده إلا بتركها) فتشاغل بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار عن زلل أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب, وتلمح سرعة زوال بليتك تهن فلولا كرب الشدة ما رجيت ساعة الراحة، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط فتخذل وتذكر كثرة نعم الله عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضاء, فطول الليل وإن تناهى فالصبح له انفلاج، وآخر الهم أول الفرج, والدهر لا يبقى على حال بل كل أمر بعده أمر وما من شدة إلا ستهون, ولا تيأس وإن تضايقت الكروب فلن يغلب عسر يسرين، واضرع إلى الله يسرع نحوك بالفرج، وما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه المخرج ..
مقولة جميلة :
“إنما الدنيا فناء ليس للدنيا ثبوت إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوت كل ما فيها لعمري عن قليل سيفوت ولقد يكفيك منها أيها العاقل الموت”.