|

ما كان عليكِ الصبر

الكاتب : الحدث 2023-04-02 11:10:37

مسعودة ولي

 

أعذريني لن أٌهنئِك اليوم على صبرك وأقول عملتِ خيرًا, بل العكس! عملتِ شرًا وفعلتِ إثمًا..

الصبر وأجره الكبير الذي لا يخفى على أحد وأنواعه الكثيرة كالصبر عن المعصية, الصبر على الطاعة والصبر عند المصائب والأزمات..وإلخ.. 
لكن ما لا يعلمه الجميع ويخفى عليهم بأن الصبر قوة وبأن الصابر شخصُ قوي وبأن الضعف والصبر لا يلتقيان..

فهذه المرأة التي تسكت عن حقها في مظالم كثيرة ظنًا منها بأنها صابرة وهي في الحقيقة ظالمة لنفسها ولأطفالها ربما..

تلك المرأة التي لم تخف على نفسها من رجل لا يخاف الله وتجرأ على حدوده..
تلك المرأة التي رضيت على نفسها بالذُل والإهانة والله خلقها إنسان مكرّم تحت مسمى العرف والعادات..
تلك المرأة التي قبلت أن تُصفع ولم تقيم الأرض وتقعدها لتلقيها تلك الصفعة وكان عليها ذلك لكنها توقعت بأن الذي أمامها سيتغير والله سبحانه وتعالى نهى عن ضرب البهائم على وجهها..
تلك المرأة التي تعلم يقينًا بأن زوجها منحرف أخلاقيًا ولازالت تستمر معه دون تقدير لكيانها ورضاها بالأسوأ..
عن تلك المرأة التي تكون سببًا في أن يكبر أطفالها في بيئة يسودها الطغيان وسوء المعاملة وهي تعتقد بأن هذا الطفل سيكبر سويًا.. ألم تعلمي بأن أكثر الذين انحرفوا عن الطريق بعلاقات سيئة ودخلوا طريق الإدمان أو عانوا من علاقات زواج مضطربة كانت النشأة واحدة من الأسباب الرئيسية!!
الحقوق لن تأتيكِ على طبقٍ من ذهب عليكِ النضال لأجلها, وما تفعليه من صمت وخضوع لإستمرار الحياة الزوجية ماهو إلا ظلمًا لنفسك ولهؤلاء الذين أنجبتيهم..

لا تٌخرجوا الحديث عن سياقه, الزواج رباطٌ مقدّس والطلاق أبغض الحلال ولكن هناك بعض الزواجات يكون من الظلم الإستمرار بها خاصًة بعد محاولة الإصلاح..

عزيزتي المرأة التي ظنّت بأنها كانت صابرة طوال تلك السنوات وتلقت صفعة بعد سنوات طويلة من ابنها أو ابنتها وهي تسمع :(لم يقل لكِ أحد أن تصبري وتعيشي هذا الظلم وتٌنجبينا لنعيش هذه المظالم, كان عليكِ أن تنفصلي مبكرًا حتى لا نُظلم جميعًا).. 

ما مضى فات وأملنا في ماهو قادم وآت..
وكل ما أرجوه هو أن لا تكون أي امرأة ضحية صبر, وماهو بصبر.. وضحية معتقدات وأعراف بالية, هذه المرأة المُضحية التي تصبح في النهاية جانية على نفسها وعلى ذريتها..

وكلي أمل أن تجٍد كل امرأة مظلومة الخلاص وتعيش شامخة كما أكرمها الله..
وتحية كبيرة لكل امرأة علٍمت ما لها وما عليها, أنتن الأمل والقوة للأخريات..