احمد بن قيس

لقد أصبح تبادل اللكمات والصفعات سمة من سمات رمضان للأسف رغم العلم بأن رمضان شهر يُفترض أن يسعى فيه الجميع لكسب الأجر والثواب من خلال صيامه وقيامه ومن خلال تعامل المسلمين مع بعضهم البعض طيلة أيامه، تعامل أبرز ما يميزه تبادل الكلمة الطيبة والصدقة الحسنة والمسارعة لعمل الخير طمعاً فيما عند الله كلٌ حسب طاقته وإمكانياته.

وما أشرت إليه من سلوكيات خارجة عن تعاليمنا الدينية وتعاليمنا الأخلاقية أصبحت ظاهرة تُصاحب كل رمضان يمرّ بنا خاصة قبل تناول وجبة الإفطار وهذا لا يعني بأن العمل الحسن والإيثار غائب عن تعاملات المسلمين في هذا الشهر الفضيل ولكن توجد سلوكيات كما ذكرت آنفاً تنغص وجود هذه التعاملات الإيجابية، سلوكيات يدفعنا حدوثها للتفكر في حال كل من تسول له نفسه القيام بها رغم أنه داخلياً يسعى للفوز بأجر وثواب أداء نسك الصيام.

ونعم صحيح أن الصيام لفترة طويلة فيه بلا شك بعض المعاناة والصعوبة كما أنه قد يدفع البعض للخروج عن طوره وعدم تحكيم عقله عندما يواجه مالا يرضى عنه أو يرغب فيه وفي هذا الوضع وتكراره دلالة واضحة تشير إلى ضرورة تكثيف العمل على توعية الناس بأهمية شعيرة الصيام وإيضاح الهدف من فرضها وتبيان طبيعة ما تتطلبه من معاملات وتعاملات يرضى عنها الله ورسوله والتذكير بأن آدائها على الوجه المطلوب فيه كل خير يرجوه أي صائم. 

كما يجب التنويه إلى أن صيام رمضان لا يعني فقط وقف الأكل والشرب كما قد يتصور البعض وإنما أيضاً وقف كل ما قد يخدش الصيام ويجرحه ويشوّهه وذلك لخطره العظيم عليه وعلى الحرمان من أجره.

ولعل أبرز علاج يمكن القيام به لتفادي مثل هذه السلوكيات الرعناء يكمن في تجنب المواجهات والصدامات عند أولئك الذي لا يستطيعون ضبط أعصابهم والتحكم بانفعالاتهم  حيث يكفيهم البقاء بعيداً عن أي مكان قد يستفزهم ويدفعهم للجوء للعنف والاعتداء على الآخرين خاصة وأن معظم أسباب وقوع مثل هذه المواجهات هي أمور غير ضرورية ولا تحمل أهمية بالغة تستحق أن نغامر بأجر وثواب صيامنا في سبيل الحصول عليها.