|

الفاسدون .. وكُلُّ من عليها فَانٍ ..!

الكاتب : الحدث 2023-03-29 03:38:32

د/سلمان الغريبي
---------------------


يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ¤ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ¤ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذّباَن) ...
متى يَعِي ويستشعر كثير من البشر معنى هذه الآية الكريمة .. فيستزيد الصالحين من الخيرات ويرغبون في التقرب إلى الله أكثر وأكثر رغبة منهم في رحمته وعفوه وكرمه وجنته ورضاه وهم فعلاً من عرف واستشعر بهذه الآية الكريمة ومعناها وعرف بل تيقن أن الحياة قصيرة كلمحة بصر  وهي دار عبور والآخرة هي النعيم والمستقر ... ويمتنع الفاسدين عن بغيهم وكذبهم ونفاقهم وأكل حقوق الناس والتربح بغير وجه حق وإستغلال مناصبهم المجتمعية والوظيفية وما أُكِلَ لهم لخدمة عباد الله على أكمل وجه والخروج عن الاعتدال وضعف الإيمان والوازع الديني واتباع الهوى وانتشار الأخلاق الفاسدة مثل الرياء والغلظة وسوء الظن وعدم الوفاء وخيانة الأمانة والاختلاس والرشوة والتربُّح من الوظيفة واستغلال الجاه والسلطان والإهمال والتقصير وعدم الانضباط والواسطة والمحسوبية والتبذير والغش والتدليس ... ويحسب هؤلاء الفاسدين أن الحياة دائمة لهم وهم في بغيهم يعمهون ومستمرون والله بهم بصير خبير عليم ... ونسوا أو تناسوا هؤلاء الفاسدين إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب وأن خير البشر منا من تبقى ذكراه خالدة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيرة وسيرته العطرة صافية نقية ناصعة البياض ... فيا أيها الفاسدون أما آن لكم ان تعتبروا وترجعوا لربكم ودينكم ومجتمعكم وتتيقنوا أن الموت ملاقيكم لا محالة وكيف يكون موقفكم يوم ملاقاة ربكم وانتم مٌحملون بفسادكم وأوزاركم وماهو جوابكم على ما بَدَرَ منكم من أقوالٍ وأفعال ..؟! يقول المولى عز وجل في سورة الجمعة : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). صدق الله العظيم .