|

اللهم أهدي البشرية .

الكاتب : الحدث 2023-03-27 03:56:35

بقلم : عثمان الأهدل ..

من أجمل أوقات رمضان تلك الأوقات التي نقضيها في رحاب صلاة التراويح نشعر فيها بالاطمئنان والسكينة، وأجمل ما فيها الأدعية الجميلة التي يتفنن بها أئمة المساجد، يظهرون ابداعاتهم وكأن الدنيا حيزت لهم من جمال كلمات التوسل بالله عزوجل، ولكن ما يبعث الحيرة في النفس الكلمات التي تدعو على الكفار والمشركين بالتدمير، تُرمى على عواهنها دون تمييز، حاولت أن استوعب الأمر ولكن وجدت فيه اختلافًا صارخًا عن جوهر الإسلام كعقيدة وفلسفه.

فالله أمرنا بقتال من يعادوننا من الكفرة والمشركين ومن يستعبدون الناس فهذا لا شك فيه، ولكنه نهانا أن نقاتل المسالمين منهم، ونهانا أيضًا إجبارهم على اعتناق الإسلام، إذ قال؛ {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي} ترك للإنسان الخيار إن شاء فليؤمن وإن شاء فليكفر، ليس ذلك فحسب بل طلب منا سبحانه عدم الازدراء بدينه، إذ قال ؛{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ}. 

فبالأمس كنت في ضيافة أحد الأصدقاء على وليمة الافطار بمنزله، وما أن رُفع أذان العشاء توجهت صوب أحد المساجد القريبة منه لأصلي صلاة التراويح، فإذا بالإمام يدعو على الكفار والمشركين في دعائه. استوقفتني تلك الكلمات رغم أنها ظلت تُكرر على مسامعنا منذ أن كنا أطفالًا، ولكن هذه المرة كان لها وقعٌ مغاير على نفسي، فكيف ندعو على أناسٍ مسالمين جريمتهم أنهم لا يؤمنون بما نؤمن، بدلًا من أن نرشدهم وندعوا لهم بالهداية، فالرسول صلوات الله عليه سيد الخلق أجمعين كان يحزن عندما تمر من أمامه جنازة كافر أو مشرك، فالإسلام دين رحمة ورأفة فقد اُرسل للناس كافة من عنده سبحانه وليس للمسلمين فحسب، فياليت أئمتنا الأفاضل حفظهم الله يدركون أهداف الإسلام السامية ويستبدلون تلك الكلمات التي تبعث الكراهية في نفوس من لايؤمنون بديننا، فقد تصد افعالنا الغير مسؤولة هذه بعض من هَمَّ باعتناقه.

ومن المبكيات المضحكات دعاء بعض الأئمة الذين لاذوا بالفرار من ديارهم و استجاروا بهؤلاء الكفرة، فيدعون عليهم وفي عقر ديارهم دون خجلٍ ولا وجلٍ  بدلًا من شكرهم على حسن ضيافتهم وإيوائهم لهم، فقد قال سيد الانام ؛{من لا يشكر الناس لا يشكر الله}, ذكر الناس على وجه العموم ولم يخصص المسلمين فحسب، فلذا لابد كل منا أن يستشعر بروح المسؤولية ويُسدي النصح لهؤلاء الأئمة يدعونهم إلى استبدال تلك الكلمات بالدعاء لغير المسلمين بالهداية، فقد قال سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام:{ فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم}, متفقٌ عليهِ