|

المعارضة السعودية بين التشرد والتعاطي والضياع

الكاتب : الحدث 2023-03-13 09:32:19

 أحمد بني قيس
ahmedbanigais@

ممّا يُخبرنا به واقع جميع الدول العربية تحديداً حقيقة وجود نسبة من أبناءها وبناتها ممن يقومون بالتمرد عليها ويُظهرون معارضتهم لها إما لأسباب سياسية أو حقوقية أو مصلحية وبغض النظر عن مدى صحّة هذه الأسباب من عدمها وعن مدى كونها نابعة عن معاناة فعلية تُكابدها هذه النسبة أم لا إلا أن الدول التي تحتضن أفرادها والتي هي في أغلبها دول غربية الهوى والهوية تقوم برعاية أفراد "دول معينة" منها والإنفاق عليهم بسخاء ليس حباً فيهم أو اقتناعاً بقضيتهم وإنما نكاية في دولهم وحكامها والسعي للإضرار بهما قدر الإمكان ومن بين هذه الدول المختارة الدولة السعودية.
 
حيث نجد في الحالة السعودية أن معظم المعارضين السعوديين البائسين اليائسين يتركز وجودهم في كلٌ من بريطانيا وكندا واللتان أصبحتا مجرد مسرح كوميدي لتناحر وتنافر أولئك المعارضين وهو ما جعل منهم أضحوكة وعمل على تقزيم وتحجيم دورهم وتأثيرهم رغم المحاولات المكثفة من قِبَل استخبارات البلدين وصنّاع القرار فيها لرأب الصدع بين الطرفين ولكن دون جدوى.
 
الطريف في هذا الصراع بين هؤلاء المهرجين أن أسبابه تتركز على رغبة كل طرف منهما في الاستحواذ على المشهد وعلى كل ما يترتب على ذلك من مكاسب مالية ومعيشية تكفل لهم العيش في رغد واستقرار رغم علمهم بأن هذه المكاسب لن يتم منحها إلا لمن يعتبره أرباب تلك الدول مفيد لهم ويُساعد دعمه في تحقيق أهدافهم.
 
وما يزيد حال هؤلاء المعارضين السعوديين بؤساً ويأساً أن منهم من ثبت تعاطيه للكحول والمخدرات وارتداده حتى عن الدين ومنهم من يُقاسي مرارة التشرد والضياع بعد أن حرم نفسه من كل النِعَم التي كان يتنعم بها في بلده الأم ولحق بهؤلاء المحرومين أناس ثبتت سرقتهم ونهبهم للأموال العامة من خلال سوء توظيفهم لمناصبهم القيادية التي منحتها لهم الدولة فخانوا الأمانة بل وتآمروا عليها وحين شعروا بقرب افتضاح أمرهم فرّوا هاربين مُفرّطين حتى في مصير عوائلهم غير عابئين بحالهم وبالضرر المعيشي والنفسي الذي قد يتعرضون له نتيجة ما قاموا بارتكابه.
 
وللأسف بدأ أراذل هذه الشريحة في إغواء فئة من شباب وفتيات مجتمعنا وخاصة فئة المراهقات قليلات الخبرة والتجربة من خلال استدراجهن وتجميل فكرة الهرب من ذويهن ومجتمعهن باستخدام ذرائع الحرية والعيش الكريم التي سينعمن بها في دول الغرب فينجرف بعض أولئك الساذجات وراء ذلك الاستدراج ولا يتبين لهن زيف وحقارة الهدف منه إلا بعد اكتشافهن حقيقته الفاسدة والمفسدة الأمر الذي يتركهن حينها في غربتهن بين خيارين إما خيار التشتت والهوان وإما خيار الرذيلة والانحلال.
 
إن ما ينبغي على السعوديين حمد الله عليه أن من يعارضها هم أمثال هؤلاء الذين أثبت الواقع بأنهم بلغوا من الهشاشة والضحالة في النوع والدور والتأثير مبلغ غاية في الكِبَرْ وأعمق في الأثر كما أن علينا شكر الله على أن الدول التي احتضنت هؤلاء بلغت بهم الحماقة والسذاجة حد اقتناعهم بأن دعم هكذا معارضين سيحقق لهم تأثير سلبي ملموس على وطننا وقيادته لذا فإن لسان حال السعودية يقول  بكل راحة وارتياح في حال هؤلاء النكارى المعارضين وكل من يأويهم ويشجعهم: "آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه"