مسروق بس مبسوط
نايف العجلاني
قبل أن أبدأ في مقالي أشكر الله على نعمة وسائل التواصل ونعمة الإنترنت هذه النعمة التي قربت البعيد وآنست غريب الوطن لمن ذهب للدراسة أو العلاج فإنها نعمة والله تستوجب الشكر والحمد.
سأتطرق لجانبين فيما يخص هذه النعمة العظيمة.
الأولى هي أننا جميعًا نعلم أن الشكر يكون إما بالقول أو الفعل وللأسف البعض لم يشكر هذه النعمة فعلًا وذلك بعدم مواصلة رحمه والسؤال عن الأحوال فليس هناك عذر فلقد أصبح الأغلب إن لم يكن عنده على الأقل برنامجين أو يزيد من برامج التواصل الاجتماعي أي لا عذر لك بضيق وقت أو بُعد مسافة.
أما الجانب الثاني وهذا الجانب هو ماحفزّني لكتابة هذا المقال وهو سيطرة هذه البرامج على حياتنا وسرقتها مما أفقد بعضنا الإستمتاع باللحظة ذاتها فتارةً تجد تلك المرأة تصور الطعام بحضور لفيف من صديقاتها وقد يُكنّ بعض ممن حضرنّ قد طال بينهم الغياب وتارة تجد ذلك الأب ذهب بأبنائه لكي يمارسوا اللعب إما على الشاطئ أو بملاهي وبدل أن يكون حاضرًا بجوارحه مع ابنائه ومشاركتهم فرحتهم تجده يوثق سعادة ابنائه بينما ذلك الإبن ينادي أبي انظر إلي ثم بعد التوثيق تجده يتقلب بين رسائل وسائل التواصل حتى يأتيه أحد ابنائه بأن اللُعبة قد إنتهت.
ماذا أقول وأنا المُبتلى مثلكم ولكن أحاول جاهدًا التلذذ بالحياة بعيدًا عن هذه البرامج السامّة التي سممّت علاقتنا الأسرية وبنت حواجز بين أفراد العائلة وجعلتنا نعيش حياتان حياة بين عدد المشاهدات وكم هائل من الرسائل معظمها غثّ وحياة الواقع الذي قلّما نعيشه بجوارحنا ونستمتع باللحظة ولكي تعرف مدى إدمانك عزيزي أسأل نفسك هذا السؤال، متى آخر مرة غادرت منزلك وبقي هاتفك بداخل جيبك إلى أن تعود إلا لرد على مكالمة هامة أو الإتصال.
ختامًا عيشوا حياتكم واشكروا نعمة هذه البرامج ولاتدمنوا عليها فهيَ والله سُمٌ إذا طال إستخدامها.