يوم مجد الوطن
بقلم : عثمان الأهدل …
إن جلال وعظمة السعودية تبعث الحيرة على النفس، انها تذكرنا بالشُم من الجبال الراسيات و بالاطواد العظيمة، هذه كلمات يوسف عليه السلام لمصر فرأيت أن استعيرها للسعودية بعد أن شمخت وزاد سؤددها، وكم من الكلمات كُتبت عنها بين الأنام ولم تبلغ مرامها، وكم من الأقزام تطاول عليها، فبقيت شامخةً وهم ذهبوا، فحُق لها ولشعبها الكريم أن تحتفل بيوم بزوغ فجرها، الذي جمع شتاتها فوحدها وجعل منها نبراسًا، وزادها شرفًا بوجود أطهر بقاع الأرض تحت كنفها واشرافها وهو شرفٌ لا يضاهيه شرف.
إنها السعودية ياعزائي، هي مملكة الإنسانية يوم يحتاج الموقف لإنسانية، وهي مملكة الحزم يوم يحتاج الموقف لحزم. فأمنها واستقرارها هو أمن واستقرار من لأمن له ولا استقرا، هي الأمان والاوتاد. كانت في غفوتها يوم احتاجت لاستراحة محارب، وعادت مع أول خطواتها على يد مغوارها الفذ، رجلٌ ظهر من رحم معناتها ليوقظها من هجعتها ويُرجع لها سؤددها، فأنار دربها الجديد ليجعلها كالمارد الذي استيقظ من غفوته بعد أن صال وجال الأقزام من حوله، أنه يوم مملكتنا الحبيبة تُعيدهم إلى جحورهم مرة أخرى.
وهذا اليوم ليس كسائر الأيام والذكريات بل هو تذكيرٌ لأولي الأباب الذين يخشون الله ويحفظون عهودهم، فهم من يبنون الوطن بأياديهم الطاهرة ونفوسهم الطيبة، لا يخونون كما فعل السفهاء منا، إن هذا اليوم يجب أن يتجسد في عقولنا وقلوبنا و بدون ولائنا له وحفظ مكتسباته لن تقوم له قائمة، فالأوطان تبنيها الشعوب والقيادات الحكيمة، ونحن شعبٌ ينحت الجبال ويغرس الأوتاد ويبني بيوت لا عماد لها، وها هي تظهر معالم ذلك في مملكتنا الحبيبة جعلت كل صحف العالم تتحدث عنها قاطبةً إلّا الكلاب النابحة لا يتمنون لها عزة، رغم اغداق كرمها عليهم.
فالناكرُ للجميل كالضباع التي لا صديق لها تقتات على لحوم الموتى، وتعيش على الجِيف، فلا نأمل منها أن تقف يوًما وقفة حق دون مقابل. وكما قيل في الأثر ؛" لكل زمانٍ دولةٌ ورجال"، فها هو زمان وطننا قد انجلى برجالٍ يعملون لرفعته، ويخرسون السفهاء الذين قد اينعت رؤوسهم الخبيثة من الغيظ، وقطافها لن يكون إلّا برفعتنا و سؤددنا، فإنا نحن لها. وها هي معالم الرؤية المباركة رؤية 2030، التي شكك فيها أصحاب النظرات السوداء الذين لا يرون من الدنيا غير ظلمتها، جعلت من وطننا حديث الساعة، ولازال لصعود القمة بقية حينما تكتمل الرؤية حق اكتمالها. فلنجعل هذا اليوم ليس يومًا واحدًا بل لنجعله كل حياتنا، يُذكرنا بالمجد الذي ينتظرنا لحظة تراخينا.
وأخيرًا وليس آخرًا لا يسعنا أن نصف ما نشاهدهُ من الإنجازات المبهجة التي تطفو أمام أعيننا، سوى أن ننشد انشودة الوطن ونكررها في اسماعنا، حتى تبثُ فينا شجون العزة والمجد، حفظ الله هذا الوطن قيادةً وشعبًا.