|

الجذور الصامدة

الكاتب : الحدث 2021-06-01 08:18:35

د/ فاطمة تقي الدين


تُعد الرسائل الإعلامية الغربية في ظل هذا التزايد المتسارع في إستخدام الوسائل المتنوعة للتواصل الإجتماعي ظاهرة مثيرة للقلق، و يرجع ذلك إلى تطفلها الملحوظ عبر قنواتها المختلفة و تصديرها لمجتمعاتنا لبعض النماذج من النساء الغربيات اللاتي لا تتوافق ثقافتهن و طريقة إستثمارهن لحياتهن مع ثقافتنا العربية و مبادئنا الإسلامية ، فباتت هذه الرسائل بمثابة ظاهرة خطيرة و علينا أن ننتبه لها و نتعاون سوياً لمواجهتها.
و لعل من أهم الوسائل العملية لمواجهة هذه الظاهرة هو تسليط الضوء على نماذجنا المشرفة من النساء القدوات اللاتي لهن أثرٌ محمود يُحفز الأجيال الحالية و القادمة للسير قُدماً في ميادين العلم و العطاء و خدمة المجتمع، و تُعد هذه النماذج بمثابة جذور صامدة أمام أي موجات من رياح عاتية تأتينا مقروءة أو مسموعة أو مرئية حاملةً معها ما هو بعيد كل البعد عن حياء المرأة و مكانتها التي كرمها بها ديننا الحنيف.
و حينما نتحدث عن المرأة القدوة نجد في مقدمتهن الطاهرة كما كانت تُلقب بين قومها ، فالسيدة خديجة رضي الله عنها قد تجاوزت بشخصيتها و مكانتها و عطائها حدود الفترة الزمنية التي عاشتها ، إنها المرأة ذات الشرف و العفة و صاحبة الرؤية و الرسالة، حيث كانت رضي الله عنها قبل أن يتزوجها سيدنا محمد صل الله عليه و سلم تُدير تجارتها بمستوى راق ٍ و تختار الذين يتحملون المسؤولية في تجارتها بكل كفاءةٍ و دقةٍ و إقتدار. و بعدما تزوجها النبي صلى الله عليه و سلم بسنوات ، و في بداية نزول الوحي عليه قدمت نموذجاً رائعاً في قوة اليقين بالله و الإيمان برسوله صل الله عليه و سلم ، وبادرت بإسلامها لتكون رضي الله عنها أول من أسلم على الإطلاق ، و بذلت طوال حياتها المباركة مالها و جهدها في خدمة الدين.
و إن كنا في السنوات الأخيرة نتحدث عن دور المرأة المعاصرة في المجتمع و تمكينها و تكليفها بالعديد من المواقع المسؤولة ، فمن باب أولى أن نعيش هذه النماذج المشرفة التي حققت الإنجازات و تجاوزت التحديات كواقع عملي يخرج عن إطار سطور الكتب و المقالات ، و علينا إدراك أهمية إنتقاء الشخصيات التي تتناسب مع مجتمعنا و ثقافتنا، بعيداً عن أي نماذج غربية تختلف عن هويتنا العربية و الإسلامية جملةً و تفصيلاً.