|

هذا الناقد الحقيقي   .. والبقية ألعاب تايوانية 

الكاتب : الحدث 2023-02-12 09:24:22

منذ فترة طويلة ابتعدت عن الطرح في المجال الرياضي لأسباب وجدتها من طرفي مقنعة وأولها عدم وجود المناخ المناسب للطرح الرياضي حيث تجد نفسك مجبرًا أن تبيع مبادئك وقيمك وتخوض مع الخائضين في أمور لاتؤمن بها بل من أجل إرضاء أشخاص آخرين أو من أجل تعصب مقيت أو للحصول على منافع معينة .. وعلى سبيل المثال لا الحصر قبل أكثر من ١٥ عامًا عندما كنت محرر رياضي ولدي زاوية كان هناك من يهمل اخباري ومقالاتي بنسبة كبيرة إذا لم تكن تتحدث عن نادي معين ..إضافة إلى اختصار وتهميش بعض الأخبار بينما اخبار أخرى تهم نادي معين تبرز وبعنوان رئيسي .

حقيقة ماشدني وجعلني أعود للطرح الرياضي هو مايثار حاليًا من قبل الإعلاميين والذين للأسف يطلقون ومازلوا يصرون على وصف أنفسهم نقاد حصريين مع تحفظي على لقب (نقاد) لأني كما ذكرت سابقًا ليس كل من هب ودب يطلق عليه (ناقد) .

وقبل أن أعرج على تعريف (الناقد) ومميزاته ..أوضح لكم بعض ممارسات ومهارات نقاد الورق والتعصب فمنهم من يشكك في إنجازات المنتخبات الوطنية بحجة أن نسبة كبيرة من التشكيلة من نادي معين وسأذكر الأسماء لأن الكل يعرف ذلك وكذلك مايحدث مع نادي الهلال الذي يمثل الوطن في بطولة وإنجاز عالمي ونفس التشكيك بالحكام والرشاوي وهناك أيضًا من يتحدث عن إحضار نادي النصر للاعب رونالدو وأنه مدعوم من الوازرة والدولة والتشكيك ومؤخرًا يخرج من إعلامي نادي الإتحاد ويشكك في فوز النصر على الوحدة ويقول أنها ليست مقياس لأنه الوحدة فريق ضعيف بينما يتحدث عن إنجاز وفرحة وفوز كبير على العدالة وليس المشكلة الفوز بل المشكله هي أنه يذكر أن العدالة حضرت في المباراة ففاز الإتحاد بهذه النتيجة بالفعل إنه أمر مضحك هذا الوضع .

إذا أردنا أن نعرف من هم النقاد تجدهم بمميزات وخبرات ومؤهلات عالية سواء النقد الرياضي أو الفني أو الأدبي أو الاقتصادي أو السياسي وغيرها من المجالات ولكن من تحدثت عنهم بعضهم لايملك الثانوية أو الدبلوم .

فالنقد الرياضي هو القالب والطريقة التي يستخدمها الصحفي الناقد لوضع رؤيته في شكل وقالب يجد القبول عند الجمهور الواعي والمحايد .

وهذه الطريقة النقدية هي الفيصل الذي يميز الناقد الحقيقي عن غيره من خلال ثقافته ووعيه في الطرح وعن باطنه وعما يدفعه ويكشف عن تكوينه الأخلاقي وبنيته الفكرية الزاخرة .

ومن أهم مميزات الناقد خلق التوازن في حياة من يتابعه من الرياضيين وكذلك الجمهور مما يساعد على نضج الوجدان وبناء الإنسان وسلوكياته بحيث يكون قادراً على أن يرى بطريقة أفضل ويسمع بطريقة أفضل ويتأمل بطريقة أفضل .

ومن أهم وظيفة الناقد أنه يبحث ويركز على الوصول للحقائق من خلال الطرح الموضوعي وما مايملكه من الموهبة والعلم والأمانة ومن أداء وعطاء علما بأن الناقد لن يصل ويعرف الحقيقة التي يبحث أنها بشكل كامل لأن الحقيقة نسبية فالذي يعتبر حقيقة عند البعض فهي ليس كذلك عند البعض الأخر .

من خلال ماسبق لن تجد هناك مانسبته ٩٩٪؜ من محللي البرامج الرياضية من يدعون أنفسهم بالنقاد  تتوفر فيهم أي من ماذكرناه .

أن دور الناقد الرياضي ليس فقط مديح فريقه ومحاربة الأندية الأخرى وجماهيرها فوظيفة الناقد الأولى هي الإبداع وهذا الإبداع لا يتحقق إلا إذا استخدم الناقد معيار الموضوعية في التحليل والطرح فالنقد في جوهره الأساسي هو التصريح بالرأي الأخر ضمن المبادئ والتقاليد والأخلاق الكريمة.

وعلى الناقد أن يقوم بتوظيف قدراته من أجل التقاط المآخذ وتحليلها بأسلوب بعيد عن التهجم أو التشنج أو التعصب بما يساهم في عملية البناء والتنوير ولكن للأسف مايثار هو عكس ذلك .

وختامًا أكرر أن مايحدث شيء مؤسف وأبطال مسلسل المهاترات والتعصب المستمر هو من يشرفون على تلك البرامج أو الصحف التي تستقطب مثل هذه الفئة ليثيروا التعصب والمهاترات لدرجة أنها وصلت ضد من يحقق إنجازات بإسم الوطن لأسباب تعصبيه .

ومن الأشياء المؤسفة ما أوصلتنا إليه هذه البرامج ونقادها الألعاب التايوانية تشجيع بعض البرامج الرياضية الخارجة من محيطنا الخليجي في إرسال بعض الإشارات والمهاترات عن الرشاوي والحكام وغيرها .


عبدالله آل غصنه