|

فعلاً .. الدنيا ما تستاهل ...!

الكاتب : الحدث 2023-02-08 09:23:27

د/ سلمان الغريبي

الزلازل بين الحقيقة والخيال !!
كم وكم من شخصٍ امسى  ولم يُصبح ...! 
وكم وكم من شخصٍ أصبح ولم يُمسي ...!
"وبين غَمضةِ عَين وإنتباهتها يُغيّر الله من حالٍ الى حالِ" ...
فهي أقدار الله يُقدرها علينا فيصيب بها من يشاء من عباده ويهدي بها قوماً آخرين وله فيها حِكم لايعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ...
"◇اهْتَزَّتِ الْأرْضُ مِن ذَنبٍ سَرَى فِيْهَا ...
        فَارْتَجَّ نَائِمُهَا وَارْتَاعَ صَاحِيْهَا
◇وَالهَزُّ قَدْرُ ثَوَانٍ قَضَّ مَضْجِعُنَا ...
        فَكَيْفَ بِالْهَزَّةِ الكُبْرَى تُوَافِيْهَا ".
نعم أنه حدث جلل ومصاب أليم أدمى القلوب و أدمع العيون لما رأيناه وشاهدناه على شاشات القنوات التلفزيونية من قصص لأطفال وكبار يتألمون ويئنون تحت الأنقاض منهم من فقد عائلته بأكملها وهم حوله متوفون ومنهم من فقد البعض منهم ويصارعون للعودة للحياة ... ولنا معها وقفات ووقفات للعبرة والعضة والتمعن والتفكر في القدرة الإلهية و العظمة الربانية في تغيير الكون وتبديل الأحداث في ثواني معدودة ... يضع الرجل رأسه على وسادتهِ ليلاً و هو لايعلم ماذا يُخبئ له الغد من فواجع أو أفراح أو زلازل أو مِحن ...  فسبحان الله والحمدلله و لاإله إلاالله و الله اكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم  ... فعند مِثل هذه التغيرات يستشعر الإنسان حجمه الحقيقي فهو بالنسبة لرب الكون لاشيء فلا سلطان ولا مال ولا جاه يغنيك اليوم ويدافع عنك أمام قدرة الله وعظمته وسلطانه ... الكل سواسية فلا عاصم لهذا عن ذاك إلا من رحم ربي ... فلا بد أحبتي من أخذ الحيطة والحذر والعضة والعِبر مما يدور حولنا وعدم الإنجراف وراء المعاصي والفتن كأكل أموال الناس بالباطل والكذب والنفاق وتخريب البلاد والعباد من أجل مصالح شخصية أو مدفوعة الثمن ... فلا قدر الله يمكن ماحل بإخواننا في تركيا  سوريا يحل بنا .. فعلينا إصلاح علاقاتنا مع الله أولاً و أخيراً ثم مع الناس والعمل على تكوين نسيج ديني ووطني مُتماسك ومتكاتف في مجتمع إسلامي محافظ حتى الله يغفر لنا ويتولانا بعفوه وكرمه ورحمته في يومنا وقرارنا ويبعد عنا موت الغفلة و الفتن ماظهر منها وما بطن والزلازل و المِحن وعلينا أن لا نأمن مكر الله يقول تعالى في سورة الأعراف:( أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ) مما يجعلنا دائماً على حذر وترقب والعمل الدائم الدؤوب على فعل الخير بكل همة ونشاط والرجوع والإستغفار بإستمرار والدعاء والتضرع الى لله بإستمرار في السراء والضراء حتى يحفظنا الله ويرعانا ونأمن مكره ... فاللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ... اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء إليك نحن عبيدك بنو عبيدك نَواصينا بيدك ماضٍ فينا حكمك عدل فينا قضاؤك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك .. اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن .. اللهم إني أستودعك أخواننا في سوريا وتركيا وجميع المسلمين والمسلمات في بلاد المسلمين .. اللهم اجعل ما أصابهم خيرًا ونعمة عليهم  واحفظهم وأنت خير الحافظين .. يارب ارحمهم وارحم ضعفهم وارفع عنهم ما أصابهم واجبر كسرهم وارحم موتاهم وشافي مصابينهم ... رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .