|

نوع من الرجال احثوا في وجوههم التراب:

الكاتب : الحدث 2023-01-17 12:11:51

من وجهة نظري الشخصية أن الرجال في مجتمعنا يصنفون إلى أربعة أنواع أراهم على النحو التالي: الأول نوع تحترمه وتحبه والثاني نوع تحترمه ولا تحبه والثالث لا تحترمه ولكنك تحبه وأخير رابع لا تحترمه ولا تحبه، النوع الأول كامل الأوصاف والمزايا لا غبار عليه، والثاني محترم ويكفيه الاحترام والتقدير وإلم تحببه لأسباب اجتماعية وشخصية وذاك شأنك، أما النوع الثالث فقد يكفيه حب الآخرين له وبالتأكيد أن لديه من الصفات ما يشفع له وإلم يكن لديه ما يحترم، أما النوع الرابع وهنا مربط الفرس وبيت القصيد هو الذي لا تحبه ولا تحترمه وذلك لسوءٍ في أخلاقه وقصور في سلوكه أو خلل في فكره أو جميعها.

وما دعاني إلى التفكير بهذا التصنيف مشاهدتي في مجتمعنا لصنفين من الرجال الأول يُطلق عليهم دعاة ومشايخ وأسماء مكبرة مقعرة ومسميات لمناصب وألقاب كفضيلة وسعادة وغيرها من أسماء وألقاب ما أنزل الله بها من سلطان، وهم للأسف الشديد والمحزن للقلب والمخيب للوطن والمحبط للمواطن من يندرجون تحت النوع الرابع من الرجال، وبعض أصحاب هذا النوع في حقيقة الأمر أشباه رجال متلونين ما بين يوم وآخر متقلبين ما بين ليلة وضحاها منتفعون لمصالحهم متقوقعون على أنفسهم وطلابهم وأتباعهم، متذبذبون منافقون ظاهرهم التدين والخير وباطنهم خلاف ذلك وغير، اتخذوا من الدين الإسلامي وتقاليد البلد المتدين وعادات المجتمع الطيبة مطية لتحقيق أجندات حزبية وأهداف دنيوية من مال وجاه وشهرة، لا يُقبل منهم شيء حتى لو دعى لك أحدهم بالخير لن تقبله منه بعد أن فضح الله سرهم ونجواهم وكشف سوءتهم وعوراتهم، هم نجوم في مسرح الحياة الكبير وعنوان المسرحية "من السجون إلى سكن القصور ومن القصور إلى السجون ومن الوطن إلى خارج الوطن خوارج لاجئين"، تحبهم وتحترمهم اليوم وهم يقولون قال الله وقال الرسول ويدعونك للخير ويخاطبون عقلك ويصلون إلى قلبك ويؤثرون في جوارحك، وغدًا ترى بعينك وتسمع بأذنك منهم مايشيب له الولدان، يقول تعالى: "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا".

وعلى شاكلة أدعياء الصحوة هناك صنف آخر ومن النوع الرابع أيضًا يمتهنون مهنة ليست أقل خطورة من مهنة مشايخ الدين المزيفين يسمون أنفسهم بإعلاميين ومشاهير يظهرون في وسائل الإعلام المختلفة سواءً الإعلام الرسمي أو حسابات التواصل الاجتماعي يتحدثون في كل شاردة وواردة ويكتبون في السياسة والاقتصاد وهموم الوطن وما أشغل وأشقى المواطن في ليله ونهاره وأطار النوم من عينه كالسكن والعلاج والبطالة والتعليم ويدافعون عن المواطن المغلوب على أمره وينافحون عنه بكل قوة وشراسة حتى يتمكنون من عقله وقلبه، وفجأة ما بين غمضة عين وانتباهتها يتحولون إلى مطبلين للمسؤولين ورجال الدولة رغم أن المسؤولين ليسوا في حاجةٍ لهم ولا يقبلونهم ولا يقرونهم، منافقون مادحون للحكومة والشركات والمسؤولين وكل من يطعمهم، مخادعون للوطن والمواطن وآخر همهم مصلحة المواطن فمصلحتهم أولًا، إنهم من أسميتهم من قبل الأقلام المؤجرة والنائحة المستأجرة وعملاء التأجير المنتهي بالتمليك والمنظرين من أجل لقمة العيش الرخيصة، اليوم يحبهم المواطن المسكين وغدًا يلعنهم وتلعنهم الملائكة والمسؤولون والناس أجمعين.

وأخيرًا أحمد الله وأفخر بانتمائي لوطنٍ الأغلبية العظمى فيه من النوع الأول من الرجال الطيبة السوية نعم، الأكثرية في بلادي على منهج كتاب الله وسنة نبيه، عاشقة للوطن محبة لولاة أمرها، مستورة الحال سوية العقل حرة الفكر، تحمل هموم الأمة وقضايا المسلمين والوطن بالدرجة الأولى، الأكثرية في سعوديتي حبيبتي شباب طموح يعمل لمستقبل واعد وأفضل، وعليه فبلادي ومقدساتها وولاة أمرها ومواطنيها لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فالدول لا تسقط إلا بتآمر الخونة من أبنائها وتواطؤهم مع الأعداء.

المستشار عضو الجمعية السعودية للإدارة والكاتب في صحيفة الحدث
محمد بن سعيد آل درمة